علي حيدرذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد بعث برسالة شخصية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أشار فيها إلى أنه معني باستئناف المفاوضات مع إسرائيل عبر القناة التركية لا عبر أيّ قناة أخرى. وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن الشخص الذي حمل رسالة الرئيس السوري إلى نتنياهو هو وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن، الذي نقلها أول من أمس، بعدما كان قد وصل لهذا الغرض إلى إسرائيل آتياً من دمشق مباشرة.
ولم تتناول الرسالة، وفق «يديعوت»، ما إذا كانت المفاوضات ستستأنف بشروط مسبقة أو من دونها، كما بقي مضمونها غامضاً.
وتشير «يديعوت» إلى أن «هذا التقدم (الرسالة السورية) ينسجم مع الرسائل التي بعث بها في الآونة الأخيرة نتنياهو إلى الأتراك، وذكر فيها أنه يريد أن يراهم يعودون إلى التوسط بين الدولتين». ومع ذلك، أوضح نتنياهو، بحسب «يديعوت»، أنه «لن يتعهد بانسحاب من هضبة الجولان، وأنه غير مستعد أيضاً لأن يبدأ المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عهد حكومة إيهود أولمرت».
إضافة إلى الرسالة السورية المزعومة، ذكرت «يديعوت» أنه في موازاة القناة التركية، يفحص محيط نتنياهو إمكان إدارة محادثات مع السوريين بوساطة فرنسية، على أن يُبحث هذا الأمر خلال المحادثات التي سيجريها نتنياهو مع الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس اليوم.
ومع ذلك، تضيف «يديعوت» أنه في جميع الأحوال يميل نتنياهو إلى تجربة المسار السوري، لكنّه يصرّ على موقفه في معارضة الانسحاب من هضبة الجولان. كما أن «نتنياهو لا يصدق أن السوريين سيوافقون على الانقطاع عن إيران مقابل مثل هذا الانسحاب. ومع ذلك، يعتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن من المهم إجراء حوار بين الدولتين في مواضيع عديدة، وعدم الانشغال بترسيم الحدود».
تجدر الإشارة إلى أنه يوم الجمعة الماضي، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو أعرب في الآونة الأخيرة عن رغبته في استئناف الاتصالات مع سوريا بوساطة تركية. وجاء في الرسائل التي نقلتها محافل في محيط نتنياهو إلى أنقرة أن إسرائيل غير مستعدة للانسحاب من هضبة الجولان، ولكنها مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضافت أن إسرائيل لن ترد بالإيجاب على الطلب السوري بمواصلة المحادثات من النقطة التي توقفت عندها.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الهولندي، خلال زيارته إلى رام الله ولقائه رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فيّاض، إن الأسد يريد استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الرئيس السوري مصرّ على القناة التركية في هذا المجال.