تبقى مسألة المعتقلين بين حركتي «فتح» و«حماس»، من المواضيع الشائكة بين الطرفين، وعلى الرغم من قرب الجولة الحاسمة من المفاوضات في القاهرة، لا يزال الطرفان يتبادلان اتهامات وقوائم المعتقلين
غزة ــ قيس صفدي
احتدم الجدل بين حركتي «فتح» و«حماس»، وتبادل الاتهامات في شأن الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك عشية انطلاق جولة حاسمة من الحوار الوطني برعاية مصرية في القاهرة غداً.
ونشرت حركة «فتح» أمس، تقريراً شمل 210 أسماء لمعتقلين قالت إنهم من كوادرها وأعضائها الذين يقبعون في سجون غزة التي تديرها الحكومة المقالة برئاسة حركة «حماس». وقالت حركة «فتح» إن «عدداً منهم (المعتقلين) يعاني من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى علاج فوري حيث إن وضعهم الصحي في تدهور مستمر».
وأضافت «فتح» أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس»، «نفذت 1013 استدعاءً شمل أعضاءً في المجلس الثوري وأمناء سر الأقاليم وأعضاء قيادات الأقاليم والمناطق التنظيمية والكوادر الحركية»، مؤكدةً أن من استُدعوا «تعرّضوا للضرب المبرح بالهراوات والقطع البلاستيكية والشبح لساعات طويلة في غرف حديدية وتحت أشعة الشمس وهم معصوبو الأعين بخلق بالية ومبللة بالدماء والروائح الكريهة».
ورصدت حركة «فتح»، «28 حالة استدعاء واعتقال لعضوات وكادرات من الحركة يعملن في الأطر التنظيمية في محافظات غزة، حيث تعرّضن للتحقيق لفترات طويلة والإهانة والشتم بألفاظ نابية ولاأخلاقية»، لافتة إلى أن «نحو 119 منزلاً لقيادات وكوادر الحركة داهمها وسرق محتوياتها عناصر ما يسمّى الأمن الداخلي». وسجلت «نحو 217 حالة منع من السفر قامت بها «حماس» لقيادات وكوادر الحركة التنظيمية والأكاديمية كانوا يريدون المشاركة في مؤتمرات علمية ووطنية واجتماعات حركية وكان آخرها منع أعضاء المجلس الثوري وأمناء سر الأقاليم من حضور اجتماع المجلس الثوري الذي عقد برام الله» الأربعاء الماضي.
لكن حكومة «حماس»، التي نظمت قبل بضعة أيام جولة للجنة الدولية للصليب الأحمر في سجونها للاطلاع على أوضاع المعتقلين، دأبت على نفي وجود أي معتقل سياسي من حركة «فتح» أو غيرها في سجونها، وتأكيد أن كل المعتقلين على خلفيات جنائية وأمنية لا سياسية.
في المقابل، رهن المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم التوافق مع حركة «فتح» بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، موضحاً أن عدد المعتقلين السياسيين في الضفة يقدر بنحو 950 معتقلاً، وكان عددهم وقت انطلاق الحوار في شهر شباط الماضي نحو 350 معتقلاً.
وقال برهوم في تصريحات صحافية، أمس، إن حركة «حماس» ستركز في جولة الحوار المرتقبة على ملف الاعتقال السياسي وكيفية معالجته والانتهاء منه، تمهيداً لبحث القضايا العالقة، مؤكداً أن «تصاعد حملات الاعتقال السياسي يشير إلى أن هناك حملة تستهدف حماس بالتزامن مع الحوار الوطني».
وشدد برهوم على أن «سلوك حركة «فتح» على الأرض غير مطمئن ويؤكد عدم جديتها بإنجاح الجهود المصرية»، مشيراً إلى «تصاعد حملات الاعتقال السياسي في الضفة كلما اقتربنا من الحوار».
وفي السياق، اتهمت حركة «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال 34 فرداً من أعضائها وأنصارها في الضفة الغربية أول من أمس. وقالت «حماس» في بيان لها أمس، «رغم الحديث عن إفراج الأجهزة الأمنية عن بضعة معتقلين من حركة حماس يوم أمس (الخميس)، شنّت هذه الأجهزة حملة اعتقالات شرسة بحق أبناء الحركة في الضفة الغربية تركزت في محافظة قلقيلية».