تولي الاستراتيجية الإسرائيلية للتهديد الإيراني أهمية وأولوية قصوى على بقية الملفات الأخرى، فيما يحتل الموضوع الفلسطيني مكاناً ثانوياً، يليه المساران السوري واللبناني
مهدي السيّد
ينوي رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، عرض مبادئ الاستراتيجية الإسرائيلية أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تتناول التهديدات والقضايا التي تواجهها إسرائيل، بدءاً من الملف النووي الإيراني إلى المسارات الثلاثة: الفلسطيني والسوري واللبناني.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر مشاركة في النقاشات التمهيدية لإعداد الخطة الاستراتيجية، قولها إن «التهديد الإيراني يحتل رأس أولويات الحكومة الجديدة، فيما يأخذ الموضوع الفلسطيني مكاناً ثانوياً، من حيث الأهمية، ليأتي بعده المساران السوري واللبناني».
وبحسب المصادر نفسها، التي تصف ملف الخطة الاستراتيجية بأنه «ثقيل وسميك جداً»، فإن المسألة لا تتعلق بوثيقة أو «بكتيِّب مؤلَّف من مواد»، لكنها تشمل كل النقاط ذات الصلة بالمشاكل المطروحة على جدول الأعمال. وأضافت «يديعوت» أن «نتنياهو سيشدد على أولوية التهديد الإيراني والإيضاح للرئيس الأميركي أن إسرائيل مستعدة لإجراء مفاوضات مع سوريا، لكن من دون شروط مسبقة، وإذا أصرت سوريا على الشرط المسبق بالانسحاب من الجولان، فإن ذلك سيدفع إسرائيل إلى تقديم شرط مسبق»، و«حتى هذه اللحظة لا يبدو الموضوع السوري واعداً على المدى القصير، لذلك لا يلوح فيه عمل نشط في الفترة القريبة».
في المقابل، تشير الخطة إلى أن الموضوع الفلسطيني، على عكس الموضوع السوري، خططت فيه إسرائيل لخطوات كثيرة من الأسفل إلى الأعلى، بمعنى أنها تناولت «معالجة القضايا الاقتصادية والمشاكل الأمنية، إضافة إلى قضايا أخرى».
ولفتت الصحيفة إلى أن العمل على مبادئ الاستراتيجية الإسرائيلية، التي ستقدم لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، يجري على مستوى وزاري، وعلى مستوى المطبخ الأمني الثلاثي المؤلف من نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك. ونقلت «يديعوت» أيضاً عن المصدر السياسي المطلع على تفاصيل الخطة الاستراتيجية قوله إن «(شعار) دولتين لشعبين أصبح بمثابة اسم لفيلم، وعلى الرغم من أن اسم الفيلم يدل على المحتوى دائماً، يطرح السؤال عن المحتوى، وعن الحبكة في هذا المجال». وتطرح كذلك تساؤلات مثل: «ماذا سيفعلون مع حماس في غزة؟ وماذا سيفعلون مع الانتخابات في المناطق؟ وماذا سيفعلون في المشاكل الأمنية الإسرائيلية في حال قيام كيان فلسطيني مستقبلي؟».