تبقى أسعار المواد الغذائية مرتفعة في البلدان النامية، على الرغم من وفرة إمدادات الحبوب بالمقياس العالمي والهبوط الحادّ في الأسعار الدولية للغذاء، حسبما جاء في تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، ما يترتّب المزيد من الصعوبات على ملايين السكان الفقراء الذين يعانون بالفعل تحت وطأة الجوع وسوء التغذية.هذا الواقع ينطبق على لبنان، حيث تساهم الاحتكارات وسياسات الحكومة في منع أي استجابة للسوق مع التطورات العالمية، وهذا ما يوحي به تقرير «الفاو» عندما يشير إلى أن الإنتاج السنوي العالمي من الحبوب في عام 2009 قد يكون ثاني أضخم إنتاجٍ عالمي يُسجَّل حتى الآن، وهذا يدحض الادّعاءات بأن استمرار الأسعار المحلية على ارتفاعها يعود إلى أسباب خارجية.
ويكشف تحليل أسعار المواد الغذائية المحلية لدى 58 بلداً نامياً أن أسعار الأغذية في نحو 80 في المئة من الحالات وجِدَت أعلى من مستوياتها قبل 12 شهراً؛ وفي نحو 40 في المئة ظهرت أعلى مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر. وفي 17 في المئة من الحالات، فاقت تقديرات الأسعار السائدة فعلياً أي وقتٍ مضى.
ووفقاً لتقرير المنظمة، لا تزال أسعار الحبوب بالغة الارتفاع في البلدان النامية عموماً، وفي بعض الحالات وصل الارتفاع إلى مستوياتٍ قياسية. أمّا أسوأ المتضررين قاطبةً بتلك الوضعية فهم فقراء المدن الذين تأثّروا أيضاً من حالة الكساد الاقتصادي العالمي الراهنة.
(الأخبار)