Strong>هجوم إعلامي على «دراويش هيكل»... و«الإخوان» لا يتوقّعون جديداًأثار إعلان البيت الأبيض عن نية الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه كلمة إلى العالم الإسلامي خلال زيارته مصر في الرابع من حزيران، وفاءً بالوعد الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية، ردود فعل سياسية مصرية متباينة، تأرجحت بين ترحيب رسمي وانتقاد جماعة «الإخوان» المسلمين

القاهرة ــ خالد محمود رمضان
انقسم المشهد السياسي المصري ما بين مؤيد ومعارض للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي، بارك أوباما، إلى مصر في الرابع من الشهر المقبل لإلقاء خطابه المرتقب للعالم الإسلامي. وفيما رأى المقرّبون من الرئيس حسني مبارك أن الزيارة تأكيد على «أهمية وعظمة» الدور الإقليمي المعتاد لمصر، ودليل على كون مبارك يحظى بتقدير أوباما، شنّت جماعة «الإخوان المسلمين» هجوماً حاداً على الزيارة، التي رأت أنها «تصبّ في خانة دعم الاستبداد».
وأصدر سفير مصر لدى واشنطن، نبيل شكري، بياناً باسم الحكومة المصرية، أعلن فيه ترحيب بلاده بالزيارة، لافتاً إلى أن «مصر تمثّل منبراً فريداً لهذا الهدف، لكونها أكبر الدول العربية سكاناً، وكثيراً ما كانت مركزاً للفكر الإسلامي، إضافةً إلى أن ميراثها من التسامح الديني والتنوع هو نفسه من القيم التي يعليها الإسلام».
وفي السياق نفسه، رحّب رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب، الدكتور أحمد عمر هاشم، بقرار أوباما قائلاً «جاء هذا الاختيار موفّقاً، لأن مصر أم الدنيا كما يقولون، فهي بلد الأزهر الشريف الذي يخدم الإسلام منذ أكثر من ألف عام، وفيها حضارة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ». وترافق ترحيب هاشم مع دعوة أطلقها عدد من علماء الأزهر لأوباما لتوجيه خطابه من داخل جامع الأزهر. ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مفتي الديار المصرية، علي جمعة، قوله «هذا التوجّه من الرئيس الأميركي من شأنه أن يسهم في تشجيع ثقافة الحوار بين الإسلام والغرب، وتخفيف حالة الاحتقان بين العالمين الإسلامي والأميركي».
واستغل رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، محمد على إبراهيم، الإعلان عن الزيارة لشن هجوم حاد على من وصفهم «بفلاسفة الصحافة»، و«دراويش محمد حسنين هيكل»، مشيراً إلى أنه «من مصر الأزهر والإسلام والحضارة سيخاطب أوباما العالم الإسلامي». ورأى أن قمتين لمبارك وأوباما خلال 10 أيام هما أبلغ رد على المشكّكين في حقيقة الدور المصري.
كذلك، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أول من أمس بالزيارة. وقال إن «الروح الجديدة التي بعث بها أوباما ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن على المستوى العالم، كلها توقعات متفائلة». وأضاف «التوقعات الكبيرة هي في تغيير السياسة الأميركية التي يقودها أوباما».
في المقابل، رأى النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد السيد حبيب، أن لا فائدة من هذه الزيارة، ما لم يسبقها تغيّر حقيقي في السياسة الأميركية تجاه العالم العربي والإسلامي وقضاياه القومية. وشدد على أنه «إذا كان هناك تغيّر فهو في التكتيك، لا في الاستراتيجية الخاصة بالإدارة الأميركية»، مشيراً إلى أن «هذا واضح بشدة في السياسة الأميركية في التعامل مع القضايا الساخنة في المنطقة على مستوى جميع الملفات». وأضاف «عهدنا في الإدارة الأميركية أنها تحاول توظيف كل الدول العربية ـــــ والآن كلٌّ على حدة ـــــ لتنفيذ أجندتها ومشروعها الداعم والمساند للكيان الصهيوني». وأكد أن إحداث تغيير حقيقي في المنطقة مرهون «بامتلاكنا لإرادتنا وثقتنا بأنفسنا لإجبار الآخرين على احترامنا، والتعامل معنا على مستوى النِّد بما فيه المصلحة العليا للعالم العربي والإسلامي». وشدّد حبيب على أن «مصر تمثل نقطة الانطلاق ورأس الحربة في محورين في المنطقة، يضم أولهما إيران وتركيا، وثانيهما السعودية وسوريا». ورأى أن «تعاون هذين المحورين سيؤدي إلى ملء الفراغ الذي تريد أميركا أن تشغله بمشروعها مع الصهاينة، كما سيؤدي إلى التعامل الأمثل مع الملفات الشائكة في المنطقة لما فيه مصلحة العروبة والإسلام».

من جهةٍ ثانية، من المقرر أن تشهد مدينة شرم الشيخ اليوم انعقاد القمة المصرية الإيطالية الثانية بين مبارك ورئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو بيرلوسكوني، في إطار المشاركة الاستراتيجية المقررة بين البلدين، التي عُقدت قمتها الأولى في روما في حزيران الماضي.
(الأخبار)