أجّل رئيس الحكومة الفلسطيني المكلف، سلام فياض، تأليف الحكومة كما كان مقرراً، بسبب الاحتجاجات الواسعة داخل حركة «فتح»، بحيث طالبت الكتلة البرلمانية الفتحاوية بترؤس الحكومة لكونها أكبر فصيل في منظمة التحرير، فضلاً عن اعتذار بعض الفصائل والشخصيات المستقلة.واتهم رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي، عزّام الأحمد، فيّاض بتجاهل الكتلة وأطر الحركة في المشاورات الجارية لتأليف الحكومة. وقال، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المجلس التشريعي في رام الله، إن «العادة جرت منذ قيام السلطة وحتى الانقلاب على أن المشاورات لتأليف الحكومات تجري أولاً مع كتلة فتح البرلمانية لإنضاج الحكومة وبلورتها ومن ثم عرضها على اللجنة المركزية لحركة فتح للتصديق عليها». وأوضح «للأسف لم يحصل هذه المرة تشاور مع كتلة فتح ولا مع قيادتها بشأن تأليف الحكومة، ولا أعرف لماذا».
وطالب الأحمد بأن يكون رئيس الوزراء المقبل من «فتح»، قائلاً إنه «إذا تقرر تأليف حكومة فصائل فمن الأولى أن يكون رئيس الوزراء من أكبر فصيل من فصائل منظمة التحرير وهو حركة فتح»، مهدداً بمقاطعة الحكومة المقبلة ومعارضتها، قائلاً إن «الكتلة تجد نفسها غير معنية بالحكومة المقبلة وستتصرف على أنها معارضة لها في حال تأليفها بالصورة التي اتبعت حتى الآن». ودعا إلى تأجيل تأليف الحكومة إلى ما بعد جولة الحوار المقبلة «حتى لا يستخدم الإعلان عنها ذريعة من حركة حماس للتهرب وإفشال الحوار».
ومن المتوقع أن يعقد ممثلون عن حركتي «فتح» و«حماس» اجتماعاً السبت المقبل في القاهرة لمواصلة الحوار الوطني لتأليف حكومة توافق وطني فلسطينية.
وأعلن مكتب فياض تأجيل تشكيل الحكومة لكنه لم يُحل السبب الى العرقلة الفتحاوية، بل لزيارة البابا الى الضفة الغربية وزيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى دمشق. وقال مصدر مسؤول إن «إعلان التشكيل الوزاري سيؤجل لبضعة أيام»، مضيفاً أن «سبب التأجيل هو الانشغال بزيارة البابا لفلسطين وزيارة الرئيس عباس إلى دمشق يوم غد» الخميس.
بدوره، جدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، انتقاده عزم الرئيس الفلسطيني على تأليف حكومة جديدة في الضفة برئاسة فياض، معتبراً ذلك «جاهلية سياسية».
وقال هنية، في كلمة له خلال جلسة خاصة عقدها نواب «حماس» في المجلس التشريعي في غزة بين أنقاض المبنى الذي قصفته إسرائيل خلال هجومها الأخير على غزة، إن قرار تأليف حكومة في الضفة «يشير إلى الجاهلية السياسية وفقدان البوصلة وخلل خطير في ترتيب الأولويات بما يتناقض وتطلعات شعبنا ورغبته في هذه المرحلة».
(أ ف ب، يو بي آي)