مهدي السيدقريباً سيكون بوسع سكان قطاع غزة أن ينعموا بما تشتهيه أنفسهم، وذلك بعدما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقديم بادرة حسن نية إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، هي السماح بإدخال كل أنواع المواد الغذائية إلى القطاع المحاصر، بما فيها «الكماليات» التي كان يُحظر إدخال حتى الآن، كالمعكرونة والتونا والشوكولا.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو سيحمل معه إلى لقاء القمة في البيت الأبيض تعهداً برفع كل القيود عن دخول المنتجات الغذائية الى قطاع غزة. وأضافت أن مسألة المعابر والمساعدة الانسانية الى قطاع غزة كانت إحدى المسائل التي طرحت في مداولات «بلورة السياسة»، التي أجراها نتنياهو في الاسابيع الاخيرة قبيل سفره الى الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل ايام من انتهاء ولاية رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، اتخذت الحكومة قراراً يسمح بدخول كل أنواع الغذاء الى قطاع غزة. وقد اتخذ القرار بعد جدالات شديدة في الموضوع بين وزارتي الخارجية والدفاع، وسلسلة من المواجهات المحرجة بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول الاوروبية. وتجاهلت المؤسسة الامنية قرار الحكومة وحتى الآن لم تطبقه.
ويأتي البحث المنتظر على خلفية تواصل الجدال بين وزارتي الخارجية والدفاع في إسرائيل. فالاعتقاد السائد في وزارة الخارجية هو أنه يجب تطبيق قرار الحكومة كاملاً والتصديق بسرعة على إدخال كل أنواع الغذاء الى قطاع غزة.
وخلافاً لموقف وزارة الخارجية، فإن موقف وزارة الدفاع هو وجوب استخدام إدخال الغذاء الى قطاع غزة كوسيلة ضغط على «حماس» وعلى السكان الفلسطينيين. وتعتقد وزارة الدفاع، وفقاً لـ«هآرتس»، أنه يجب السماح بإدخال منتجات غذائية أساسية لا «كماليات»، كالمربى أو الشوكولا. ونقلت الصحيفة عن مصدر في المؤسسة الأمنية قوله إنه «ما لم يتلقّ جلعاد شاليط الشوكولا، فلا حاجة للفلسطينيين في غزة بأن يتلقوها».
وبالنسبة إلى موقف نتنياهو، أشارت «هآرتس» إلى أنه يميل الى تبني توصية وزارة الخارجية وإصدار الامر لتطبيق قرار الحكومة فوراً وإدخال كل أنواع الغذاء الى القطاع.
وفي السياق، كشفت «هآرتس» عن أن أربعة مسؤولين في الاتحاد الاوروبي بعثوا رسالة احتجاج الى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك، طالبوا فيها بفتح معابر الحدود في قطاع غزة فتحاً منتظماً وكاملاً. وأشارت إلى أن الرسالة وقع عليها المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ومفوضة العلاقات الخارجية بنيتا فريرو فالدنر، ومفوض المساعدات الانسانية لوي ميشيل، ووزير الخارجية التشيكي كارل شفرسنبرغ.