خاص بالموقع | 12:02 AMإسرائيل اليوم ــ عوزي برعام
انتصر اليمين في الانتخابات. لا شك في أن آراؤه تتطابق وتلك السائدة في الشارع الإسرائيلي. لكن نقطة الضعف في هذا الانتصار الواضح هو أن اليمين ناجح للغاية في ما يرفضه، وفي المخاطر الحقيقية أو الوهمية التي يعرضها، لكن قوته تضعف في البدائل التي يطرحها. التأييد لهذه البدائل مشكوك فيه، وكذا الشارع اليميني لا يقف إلى جانبها.
هناك من يتبنى مواقف اليمين من دون أن يفهم ما تنطوي عليه من هذيان، ليس بالنسبة إلى الشارع الإسرائيلي، بل نسبة إلى اللعبة الحقيقية التي تجري في العالم. يمكن أفيغدور ليبرمان أن يشق لنفسه مسار قوة في الشارع الإسرائيلي، لكنه غير قادر على المشاركة في اللعبة الحقيقية.
ما هي اللعبة الحقيقة؟ إنها اللعبة العالمية، لعبة الولايات المتحدة وأوروبا. هناك لا يبحثون إذا كانت ستقوم دولة فلسطينية. هذه حقيقة سياسية تعدّ مدماكاً أساسياً في قوانين اللعبة التي يوجد فيها مشاركون آخرون.
بنيامين نتنياهو الذي سيصل الأسبوع المقبل إلى واشنطن، يعرف أن قوانين اللعبة قد تغيرت. إيهود أولمرت، اليميني الأصل، استوعب التغيير. نتنياهو الآخر، كفيل بأن يفهم أن اليمين ملزم بأن يخلق بديلاً يكون قابلاً للحوار والتطبيق. أما الانغلاق في مواقف سلبية، فلن يحقق لإسرائيل أي هدف.
كثيرون في معسكر اليمين يوصون بمناورة سياسية هدفها كسب الوقت والبقاء قدر الإمكان في المواقف الحالية. لكن اللعبة الحقيقية تتقدم نحونا، وهي تريد أن تحل نزاعات بنيوية وتحاول خلق عالم مغاير، ربما أفضل. ستقولون إن هذا «نهج ساذج»، لكن إسرائيل غير قادرة على أن تغيّر قوانين اللعبة الحقيقية. عليها أن تنخرط فيها وأن تحرص على أن تحافظ فيها على مصالحها وتحثها على المضي إلى الأمام.
من الصعب مطالبة اليمين الذي وصل إلى الحكم لتوّه، بأن يفعل ما روّج له اليسار الصهيوني لسنوات طويلة. صحيح أن اليسار هُزم في الانتخابات الأخيرة، لكن لا ريب في أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن الخطط التي وضعها اليسار الصهيوني في السنوات الأخيرة، أصبحت خطاباً مقبولاً في الشارع الإسرائيلي اليوم.
حتى اليمينيون لا يمكنهم أن يتجاهلوا حقيقة أن الخطاب العام اليوم بات مغايراً. «دولتان» لم تعد مجرد شعار اليسار الغريب الأطوار. هذا نهج يؤيده قسم كبير من سكان إسرائيل. وبالإضافة إلى اليسار، يتبناه حزب «كديما»، وحتى داخل «الليكود»، يوجد له تأييد كبير.
يحتمل أن تمر سنوات عديدة، وربما قليلة، لكن سيظهر أن خطة اليسار الصهيوني هي الخطة الواقعية الحقيقية. وإذا ما حققتها حكومة يمينية، فسيثبت التاريخ مرة أخرى مدى المفارقة بين الإعلانات والتطبيقات. المشكلة ليست في اختلافات الآراء بين اليمين واليسار. المشكلة هي في انخراط هذه الآراء في اللعبة الحقيقية.
في اللعبة الحقيقية، على إسرائيل أن تحقق الأهداف الآتية: السلام والاعتراف المتبادل بينها وبين العالم العربي، ودولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، والحفاظ على أمنها من كل عدو وضمان هويتها كدولة يهودية.
ستكون حكومة قادرة على تحقيق هذه الأهداف، حكومة إنقاذ لإسرائيل، وإن كان سيتعين عليها في طريق تحقيق الأهداف، أن تسلم بالنقاط التي رسمها الرئيس بيل كلينتون في مقترحاته؛ فالجدول الزمني ضاغط، والشرعية الدولية تتناقص.
حان الوقت لأن نكون جزءاً من اللعبة الحقيقية، لا لاعبي احتياط عديمي المنفعة.