محمد بديردعا رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، أمس، إلى تقويض سلطة «حماس» في قطاع غزة، معتبراً أنه لا فرصة لأي عملية سياسية مع الفلسطينيين ما دامت الحركة الإسلامية تسيطر على القطاع.
وقال ديسكين، في عرضه الاستخباري السنوي الذي قدمه أمس أمام لجنة الخارجية والأمن وخصصه للوضع على الساحة الفلسطينية، «إن حماس لن تتنازل أبداً عن الحكم في قطاع غزة، كما أن السلطة الفلسطينية لن تتنازل أبداً عن الحكم في الضفة الغربية»، مضيفاً «لو جرت الانتخابات اليوم في الضفة الغربية، فلا يمكن معرفة الفائز، علماً بأن فوزاً إضافيّاً لحماس سيمثّل ضرراً استراتيجيّاً على إسرائيل ودول أخرى في المنطقة».
ورداً على سؤال عن احتمال تأليف حكومة مشتركة بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، قال ديسكين «إن ضغطاً دوليّاً قويّاً فقط من شأنه أن يدفعهما إلى الجلوس معاً، أو إذا توصلوا إلى استنتاج أنه لا جدوى سياسية في الأفق»، مستدركاً «أنا لا أرى أي فرصة للتغيير في الساحة الفلسطينية».
وتأتي أقوال ديسكين على خلفية لقاء القمة الذي جمع أول من أمس كلّاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال إنه سيعلن قريباً خطة سلام جديدة في المنطقة.
وأشار ديسكين إلى أنه كان قد اقترح على المستوى السياسي، في عهد حكومة إيهود أولمرت، تقويض حكم «حماس» في القطاع. وأضاف «أعتقد أنه في نهاية المطاف هناك طريق واحد (للقيام بذلك) ويجب أن نقرر متى نفعل ذلك، هذا رأيي».
ورأى المسؤول الأمني أنه لا حاجة إلى احتلال كل أراضي قطاع غزة من أجل إطاحة حكم «حماس»، موضحاً أنه «لا يمكن اقتلاع حماس من قلوب الناس». وحذر من «السعي الحثيث لحماس وفصائل المقاومة إلى ترميم منظوماتها العسكرية التي تضررت خلال عملية «الرصاص المصهور»، مشيراً إلى أن «المنظمات الإرهابية في غزة تحاول الحصول على صواريخ أكثر دقة يبلغ مداها 45 كيلومتراً، بحيث تكون قادرة على استهداف المدن في غوش دان»، أي منطقة وسط إسرائيل.
كذلك حذّر ديسكين من «جهود تبذلها هذه المنظمات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل»، مشدداً على أن «معظم الإحباطات للعمليات المخططة التي تجري في السلطة الفلسطينية ناتجة من جهود إسرائيلية. ولذلك لا أوصي بنقل المسؤولية الأمنية في الضفة الغربية إلى أيدي الفلسطينيين».
وتطرق ديسكين إلى قضية تهريب السلاح إلى داخل القطاع المحاصر عبر الأنفاق على الحدود المصرية، مقدّراً وجود حوالى 300 نفق من الأنواع المختلفة، «بعضها كبير وبعضها صغير، وبعضها لتهريب السلاح وبعضها الآخر لتهريب البضائع»، مشيراً إلى أن «التهريبات هي عمل اقتصادي واسع الأبعاد».
وفي السياق، أثنى ديسكين على الجهود التي تبذلها السلطات المصرية لمنع عمليات التهريب إلى قطاع غزة. وقال إن «قوات الأمن المصرية تبدي تحسّناً في الحرب ضد تهريب السلاح من شبه جزيرة سيناء إلى المنظمات الإرهابية في قطاع غزة».
يشار إلى أن تقارير «الشاباك» في الأشهر الأخيرة تحدثت عن تهريب فصائل المقاومة لعشرات الأطنان من المواد المتفجرة وصواريخ متطورة مضادة للمدرعات والطائرات، إضافة إلى صواريخ بعيدة المدى، إلى غزة.