خاص بالموقع | PM 10:43دعت الحكومة القطرية، أمس، كلّاً من الحكومة السودانية وفصائل دارفور إلى تقديم «تنازلات» لإنهاء سنوات من الصراع في الإقليم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليه، وذلك مع بدء اجتماع دولي في الدوحة، لبحث جهود السلام بحضور عدد من مبعوثي الدول الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية، «قنا»، عن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، أحمد آل محمود، قوله إنّ على الجانبين «إنهاء الهجمات، وتقديم تنازلات لكي يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دائم».

وأوضح آل محمود أن قضية دارفور ظلت تؤجج الهم الإقليمي والدولي لسنوات، لافتاً إلى أن هذا «الصراع المؤسف كلّف الكثير من الأرواح، وأدى إلى ترك الأهالي لديارهم، وفقدان الأموال والممتلكات».

وجدّد التأكيد على أن الحل النهائي لمشكلة دارفور يجب أن يستند إلى «الإجماع الوطني الواسع الهادف إلى حل عادل وشامل ودائم يوقف الحرب، ويكون مدخلاً لسلام مستدام، مع ما يتطلّبه ذلك من الأطراف المختلفة من تقديم تنازلات بهدف الوصول إلى حلول مُرضية للأزمة تضمن حلاً عادلاً».

ودعا الوزير القطري، المجتمع الدولي، إلى إظهار التزامه القوي بمساعدة أهل دارفور، لأنّ «مسؤولية تاريخية تقع على الجميع لتحقيق السلام في المنطقة».

وفي السياق، كشف الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، جبريل باسولي، أن المبعوثين الدوليين يعملون على وضع خطة تتضمن جدولاً زمنياً للتوصل إلى اتفاق سلام، ووقفاً كاملاً للعمليات الحربية، وتقاسم الثروة والأرض.

وجزم بأن الخطة تتضمن مبادئ عامة ونقاطاً أساسية، منها تحقيق السلام والاستقرار، ووقف نهائي لإطلاق النار، وتقاسم الثروة والسلطة والأرض والعدالة والقضايا الإنسانية ومراقبة آليات تنفيذ الخطة على الأرض.

بدوره، دعا المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للسودان، توريين بيريل، إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان، ووقف الأعمال العدائية التى يشهدها الإقليم. ورأى أن السلام العادل والشامل يمكن تحقيقه بسهولة فى حال وجود إرادة حقيقية للمصالحة، وإعادة البناء والتنمية في دارفور.

كما تطرّق بيريل إلى الوضع الإنساني فى الإقليم، فوصف قرار الخرطوم بطرد المنظمات الإنسانية بأنه «خطأً»، داعياً إلى تحييد العمل الإنساني عن الصراع، ونشر قوات سلام دولية لتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي دارفور.

أما المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، برونو جوبيه، فلفت إلى أن باريس ترى ضرورة التوصل إلى حل شامل ودائم للأزمة وبالسرعة الممكنة، مع وضع معالجات لجذور المشكلة، محذّراً من أن عدم الاستقرار فى دارفور قد يؤدي إلى زعزعة الوضع في المنطقة برمّتها، وقد يؤثر على السلام بين الشمال والجنوب في السودان.

ودعا المسؤول الفرنسي، المجتمع الدولي، إلى وضع خريطة طريق، وجدول زمني للمفاوضات، ومعاقبة كل من يخرق الاتفاقات الموقعة، مشدداً على أهمية «وحدة المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل للأزمة، إضافةً إلى إشراك الدول المجاورة.

أما المبعوث البريطاني إلى المؤتمر، مايكل اونيل، فقد حثّ على السماح لمنظمات المجتمع المدني بأن تؤدي دورها فى العملية السلمية والبناء والتنمية، مؤكداً مساندة بلاده ودعمها لكل الجهود التي تؤدي إلى المصالحة.

ميدانياً، اندلعت مواجهات دامية بين قبيلتين عربيتين كبيرتين في ولاية جنوب كردفان المجاورة لإقليم دارفور، مما أوقع أكثر من مئة قتيل من الطرفين. وأوضحت وزارة الداخلية السودانية أن المواجهات اندلعت بين قبيلتي المسيرية والرزيقات في نهاية الأسبوع الماضي، قرب بلدة ميرم الواقعة على الحدود بين جنوب كردفان ودارفور.

(قنا، رويترز)