القاهرة ـ الأخباررغم أن لغة الخطاب الرسمي لنظام الرئيس المصري، حسني مبارك، هلّلت كثيراً لاختيار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، القاهرة صرحاً يلقي منه خطابه المرتقب في الرابع من الشهر المقبل للعالم الاسلامي، إلا أن إعلان أوباما عن زيارته للسعودية قبل حضوره إلى العاصمة المصرية، أثار مجدداً التساؤلات عن لعبة التفضيل التي تمارسها واشنطن بين العواصم العربية.
وفيما يقول مساعدو أوباما إن للسعودية دوراً مهماً في العالمين العربي والاسلامي، فإن معارضي مبارك يعتقدون في المقابل، أن تفضيل أوباما التوجه الرياض قبل انتقاله إلى القاهرة، يعني أن الدور الاقليمي المُعتاد لمصر في المنطقة بات محل شكوك.
لكن مسؤولين في الحزب الوطني الحاكم ومقرّبين من دوائر صناعة القرار السياسي المصري، يقولون إنه لا علاقة لانتقال أوباما إلى السعودية قبل مصر بهذا السؤال القديم الجديد.
غير أن الإعلام الرسمي استغلّ اختيار أوباما للقاهرة منصةً لمخاطبة العالم الإسلامي، ليردّ على هؤلاء المشككين في مدى فاعلية السياسة الخارجية لنظام مبارك وتأثيرها. بيد أن الملاحظ أن ثمة تراجعاً في لغة الخطاب الرسمي تجاه تعظيم زيارة أوباما بعد إعلان الأخير عن نيته زيارة السعودية أولاً.
وقال دبلوماسي غربي «بالتأكيد الأمر يثير تساؤلات عما إذا كان أوباما يفضل الرياض على القاهرة، وخصوصاً بعد الجدل الذي أثارته لقطة الانحناءة غير المعتادة التي استقبل بها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أخيراً».
من ناحية ثانية، نفى متحدث باسم السفارة الأميركية في القاهرة، لـ«الأخبار»، موافقة بلاده على طلب رسمي مصري لنقل المساعدات الأميركية السنوية المقدّمة للحكومة المصرية، من مستوى المنح والمساعدات إلى مستوى الشراكة. وأكد أن إدارة أوباما ما زالت تدرس العرض المصري لكنها لم تبتّه، مشيراً إلى أنه قد يتطرّق إليه لدى اجتماعه مع نظيره المصري في الرابع من الشهر المقبل.
وكان المسؤول الأميركي يعلّق لـ«الأخبار» على تقارير أفادت بأن الوفد المصري الرفيع المستوى، الذي يزور واشنطن حالياً، نقل خلال لقاءاته وبعض مسؤولي الإدارة الأميركية ورجال الأعمال الأميركيين، رغبة مصر في التحوّل من دولة «تعتمد على المساعدات» لتحريك اقتصادها إلى شريك اقتصادي استراتيجي للولايات المتحدة.
وقال وزير التجارة والصناعة، رشيد محمد رشيد، إنه تم الاتفاق مع مسؤولي وزارة التجارة الأميركية، على إعادة إحياء مجلس الأعمال المصري ـــــ الأميركي، الذي انتهت فترة عمله في آذار الماضي، مع رغبة الجانبين في تفعيل دور المجلس وتطوير
آلياته.
وبدأ الوفد المصري، الذي يضم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء عمر سليمان والوزير رشيد، اجتماعات أمس مع كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ومدير الاستخبارات المركزية ليون بانيتا، ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل.
وتأتي هذه التطورات في وقت دعت فيه مجلة «نيوزويك» الأميركية أوباما إلى تحويل المعونة المخصصة إلى مصر إلى الفقراء والفلاحين، معتبرة أن هذه أفضل وسيلة لتعزيز الديموقراطية وتحقيقها في مصر والشرق الأوسط.