غصن يقترح تسديد الضّمان لفواتير الدّواء مباشرةردّ رئيس الاتحاد العمالي العام، غسان غصن، على قرار نقيب الصيادلة، صالح دبيبو، بمنع الصيدليات من إجراء أي حسم على سعر الدواء ومنع خدمة التوصيل إلى المنزل. وقال «إذا كان الدواء ليس سلعةً تجاريةً كما يقول دبيبو، ولا يبتغي الربح الوفير، فلماذا لا تُلغى الوكالات الحصرية ويفكك كارتيل الدواء ويُفتح باب الاستيراد ويُشجع التوظيف في صناعة الأدوية؟».
وأعلن غصن في مؤتمر صحافي، عقده أمس في مقر الاتحاد، أنه يمكن عقد اتفاق بين نقابة الصيادلة والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ليصبح بإمكان المضمون الحصول على الدواء مباشرة من الصيدلية ويدفع فقط نسبة 20 في المئة من السعر، على أن تستوفي النقابة مباشرةً من الضمان الفارق وهذا يمكن أن تطبقّه كل الجهات الضامنة.
وأشار غصن إلى أن أسعار الأدوية في لبنان هي الأغلى في العالم، والسبب هو «الاحتكار واتّساع هوامش الأرباح والحصرية ونظام التسعير غير العادل»، لافتاً نظر دبيبو إلى غياب رقابة مصلحة حماية المستهلك وأدوات ضبط سوق الدواء واللامبالاة الرسمية «وكل ذلك يفسح في المجال، ليس فقط لفلتان الأسعار، بل أيضاً لانتشار الأدوية المغشوشة والمزوّرة والفاسدة».
وبحسب غصن، فإن للنقابة دوراً غائباً، ولا سيما أنها المعنية مباشرة بتطبيق أنظمة آداب ممارسة مهنة الصيدلة، «وليعلمنا النقيب كم صيدليةً جرى إقفالها وكم صيدليّاً سُحبت إجازته بسبب بيع الأدوية الفاسدة أو المغشوشة...؟»، وتطرق غصن إلى كلفة إنفاق الأسر اللبنانية على الدواء التي تجاوزت 27 في المئة من مجمل إنفاق الأسر على الرعاية الصحية. وبالتالي، هل هناك تصور إصلاحي متكامل لسوق الدواء استيراداً وتصنيعاً ومراقبةً على النوعية وهوامش الأرباح؟
وحجّة دبيبو لإصدار قراره تطرح أسئلة جوهرية، يقول غصن، فهو يتذرّع بالحفاظ على مستوى المهنة و«منع» تحوّل الصيدلي إلى بائع للسلع، والصيدلية إلى متجر سمانة، لكن من الذي يحوّل الصيدلي إلى «بائع» وصاحب متجر سمانة؟ أهوَ خفض سعر دواء مرتفع الثمن عبر حسم نسبة من الربح الفاحش أو منع إيصال الدواء إلى مريض في حالةٍ طارئة أو وضعٍ خاص، على الرغم من وجود وصفة طبية؟ أم تحوّل غالبية الصيدليات إلى ما يشبه «السوبر ماركت» التي تباع فيها العطورات ومساحيق التجميل غير الطبية، وصبغات الشعر ومعجون الأسنان ومستحضرات الأعشاب... أهذا ما تنصّ عليه قوانين ممارسة الصيدلة التي يدّعي النقيب تطبيقها للحفاظ على مستوى المهنة؟
ويعتقد غصن أنه يجب تحديد سقف للأسعار بما يمنع تجاوزها وأن يُترك الخيار للصيدلي للبيع بالسعر الأرخص في إطار المنافسة المشروعة، وتشجيع صناعة الأدوية محلياً عبر إنشاء مؤسسة شبه عامة بين وزارة الصحة وبإشرافها وبإشراف نقابتي الأطباء والصيادلة، بالتعاون والتنسيق مع المصانع العالمية المنتجة للمواد الصيدلانية بما يخفض الفاتورة الصحية ويخلق فرص عمل، والترويج لاستعمال أدوية «الجنريك».
(الأخبار)