سلّم وزير المال والاقتصاد السوداني، عوض أحمد الجاز، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى موسكو، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، «رسالة خاصة» من الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن لافروف قوله إنه واثق من أن زيارة الجاز إلى موسكو «ستتيح تحديد سبل التعاون بين روسيا والسودان»، وتأكيده رغبة موسكو في تحريك هذا التعاون في المجالين السياسي والاقتصادي.
والتقى الجاز مندوب الرئيس الروسي لشؤون السودان، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي، ميخائيل مارغيلوف، وبحثا في آفاق تطوير التعاون بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى مناقشة آثار مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير.
ودعا مارغيلوف، بعد اللقاء، إلى تحرك روسي ـــــ أميركي مشترك، لتسوية الوضع في السودان. ورأى أن «العمل المشترك على قضايا السودان يمكن، ويجب أن يصبح أحد اتجاهات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة». كذلك رحب «بتنامي نشاط الولايات المتحدة في الاتجاه السوداني»، مشيراً بذلك إلى تعيين المبعوث الأميركي الخاص للسودان، سكوت غريشان، الموجود حالياً في السودان في زيارة تهدف إلى دفع البشير إلى التراجع عن قرار طرد عدد من المنظمات الإغاثية الأجنبية.
وبشأن مذكرة التوقيف، قال مارغيلوف: «إن أحداث الفترة الأخيرة تؤكد صواب موقف روسيا بشأن استحالة تنفيذ قرار المحكمة الدولية بحق البشير».
وأشاد الجاز بالموقف المبدئي لروسيا تجاه القضايا السودانية. وقال إن بلاده «تقدّر عالياً مستوى العلاقات مع الجانب الروسي». وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أوضح أن «الشركات الروسية العاملة في مجالات الوقود والطاقة والنقل والزراعة والكهرباء والتصنيع العسكري، تتمتع بجميع الإمكانات لإقامة علاقات شراكة استراتيجية مع السودان». وشدد على اهتمام السودان ورغبته في التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
من جهةٍ ثانية، حذر زعيم حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، أمس، من خطورة الأوضاع في السودان ومن إمكان تفككه. وقال، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية، «إن السودان يمرّ بمنعطف خطير لم يشهده منذ الاستقلال»، وإن مشاكله «دوّلت وأصبح معرّضاً ومهدّداً بالتفكيك». ودعا مصر إلى أداء دور فعّال في حلّ المشكلة السودانية، قائلاً: «مصر تعرف كلّ التفاصيل في السودان، ودعت مبكراً لأن يكون لها دور فاعل فى جهود التسوية في دارفور وفي كل مشاكل السودان».
إلى ذلك، أعلن موقع «النيلين» الإلكتروني، أن بثاً مشتركاً لأكثر من 35 محطة فضائية، سينطلق اليوم من استوديوات «قناة الحرة» في القاهرة، في «يومٍ مفتوح مناصرة وتضامناً مع السودان وشرعية سيادته تحت شعار (وطن واحد. إعلام واحد)».
وأشار الموقع إلى تأكيد «اتحاد المنتجين العرب الذي يرعى البرنامج بالتنسيق مع قناة الحرة»، أن هدف البرنامج يتركز «على مناصرة الشعب السوداني ومناشدة المواطنين بكل أنحاء الوطن العربي لدعم إقليم دارفور».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)