strong>«حماس» و«الجهاد» تحتجّان على رعاية الاستخبارات للحوار وتطلبان إشراف وزارة الخارجيّةالحوار الفلسطيني في القاهرة لا يزال محل أخذ ورد، وآخر أخباره الاقتراح المصري بتولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقاليد الحكومة الانتقالية. اقتراح تضمّن مهلة لقبوله أو رفضه تنتهي في 26 الشهر الجاري، الموعد الافتراضي لاستئناف الحوار

محمد سعيد
أعلن مسؤول مقرّب من الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، أن مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان أمهل «حماس» و«فتح» حتى يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري للاتفاق على اقتراح يتولّى بموجبه أبو مازن رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة، حلاً وسطاً للمشكلة التي تعطّل التوصل إلى اتفاق بين الحركتين، على أن تكون حكومة انتقالية حتى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة المقررة في الرابع والعشرين من كانون الثاني عام 2010. ويهدف الاقتراح المصري إلى تخطي عقدة البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الفلسطينية، الذي يصر أبو مازن على ضرورة أن تتبنّاه «حماس» وتعلن فيه التزامها بالاتفاقات مع إسرائيل. وهو برنامج تطالب به الولايات المتحدة وأوروبا شرطاً للقبول بالحكومة وبإطلاق المساعدات الدولية لإعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي على غزة.
وكان عضو وفد «حماس» إلى المفاوضات في القاهرة قد أشار إلى أن مدير الاستخبارات المصرية أبلغهم أن «جملة احترام الاتفاقيات الموقّعة سابقاً مع إسرائيل، غير كافية، وأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طالبت بالالتزام الكامل بشروط الرباعية، ما يدلّ على عدم تغيُّر موقف الإدارة الأميركية».
غير أن مسؤولاً أميركيّاً مطّلعاً على محادثات عمر سليمان في واشنطن في النصف الثاني من شهر آذار الماضي قال إن مدير الاستخبارات المصرية قدم إيجازاً لما دار في جلستَي الحوار الفلسطيني الأولى والثانية في القاهرة، ولم يطلب من المسؤولين الأميركيين، وبينهم كلينتون، تحديد موقف.
في هذا الوقت، عزت مصادر عربية وفلسطينية مطّلعة فشل جولة الحوار الفلسطيني الثالثة وتأجيل استئنافها إلى ما بعد منتصف الشهر الجاري إلى الخلاف الدائر داخل حركة «فتح»، وتعنّت فريق أبو مازن بوضعه شروطاً تعجيزية للتوصل إلى اتفاق مع «حماس».
وقالت هذه المصادر إن قسماً من وفد حركة «فتح» لمحادثات القاهرة يريد بالفعل التوصل إلى اتفاق، وأبرز ممثليه عضو اللجنة المركزية أحمد قريع (أبو علاء) ورئيس كتلة «فتح» في المجلس التشريعي، عزام الأحمد، فيما يتزعم التيار المعارض لأي اتفاق أمين سر منظمة التحرير، ياسر عبد ربه.
ونقلت المصادر عن عبد ربه قوله، في ندوة مغلقة عقدها معهد آسبن في واشنطن يوم الثالث والعشرين من شهر آذار الماضي، إنه لا طائل من مفاوضات القاهرة، وإن من الخطأ التفاوض مع حركة «حماس»، التي قال إنها «تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية ظلامية».
وأشارت المصادر إلى أن عبد ربه يستغل موقعه مشرفاً على جميع وسائل الإعلام التابعة والمموّلة من السلطة الفلسطينية لـ«تشديد قبضته على الإعلام الفلسطيني الرسمي ودفعه إلى تسميم أجواء المصالحة».
إلى ذلك، أكدت حركة «حماس» أنها احتجّت وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي، بشدة لدى القاهرة، في خصوص التعامل معهما على «أساس أمني لا سياسي». ونسبت وسائل إعلام إلى مصادر فلسطينية وصفتها بـ«القيادية» قولها إن حركتي «حماس» و»الجهاد» قدّمتا احتجاجاً إلى القاهرة على رعاية الاستخبارات للحوار والقضايا المتعلقة بالتهدئة، وصفقة تبادل الأسرى، وتعامل القاهرة معهما عن طريق الاستخبارات فيما تتعامل مع حركة «فتح» والسلطة عبر وزارة الخارجية. وقالت إن «الحركتين طلبتا من القاهرة أن ترعى وزارة الخارجية الحوار لا جهاز الاستخبارات، لكن القاهرة لم ترد وتجاهلت المطلب الذي تكرّر مراراً».




  • فلسطينية من عناصر قوات الأمن تستعد للتخرج من الأكاديمية العسكرية في الضفة أول من أمس (محمد محيسن - أ ب)

    فلسطينية من عناصر قوات الأمن تستعد للتخرج من الأكاديمية العسكرية في الضفة أول من أمس (محمد محيسن - أ ب)

0 تعليق

التعليقات