فيما كانت شوارع بغداد تمتلئ بآلاف المتظاهرين المصرّين على خروج الاحتلال من بلادهم، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لسقوط بغداد، كان رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي يناقش عقوداً نفطية مع الشركات الروسية، ويتلقى التهاني في موسكو بـ«نجاحات حكومته». وقد شارك آلاف العراقيين، أمس، في التظاهرة السنوية التي ينظمها التيار الصدري للمطالبة بخروج قوات الاحتلال من بلاد الرافدين. آلاف لم تمنعهم الأمطار الغزيرة من التجمع في ساحة الفردوس وسط بغداد، حيث لفّوا أجسادهم بالعلم العراقي.وقال القيادي في التيار الشيخ حازم الأعرجي أمام المتظاهرين إن «من يرفض الاحتلال عليه أن يشارك في التظاهرة، لأنّ جميع العراقيين من عرب وأكراد ومسيحيين يقولون: كلا كلا أميركا».
وقد شارك نواب من الكتلة الصدرية في التجمع، الذي واكبته إجراءات أمنية مشددة، كما حضرت وفود من بعض المناطق، بينها وفد من «مجلس إنقاذ الأنبار» الذي يقوده الفائز في انتخابات المحافظة، حميد الهايس.
وتلا المتحدث باسم التيار الشيخ صلاح العبيدي، رسالة السيد مقتدى الصدر، الذي طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما «بمساعدة الشعب العراقي والعمل على رحيل قواته».
كما طالب الصدر أنصاره بالتعاون مع قوات الأمن العراقية قائلاً «أدعو المتظاهرين إلى التآخي بينهم وبين القوات العراقية والبدء بمصافحة إخوانهم من قوات الأمن». ورُفعت لافتات تندد بالاحتلال، فيما ردّد المتظاهرون هتافات منها «نعم نعم للعراق» و«هذا الوطن ما نبيعه إخوان سنة وشيعة».
وأحرق المتظاهرون علماً أميركياً ودمى تمثل الرئيس الراحل صدام حسين والرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
في هذا الوقت، استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المالكي في موسكو في زيارة نفطية بامتياز، وقد تتخللها صفقات تسلّح أيضاً. ورأى لافروف أن الوضع في العراق «استقرّ بوضوح»، مشدّداً على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى تعزيز هذا الاستقرار وتوطيده.
وأعطى لافروف شهادة حسن سلوك لحكومة بغداد، مشيراً إلى أنها «تؤدي دوراً مهماً جداً في هذا الاستقرار». وتابع: «المالكي لم يعلن عن سياسة المصالحة الوطنية فحسب، بل طبقها على أرض الواقع خلافاً لمن سبقه في هذا المنصب».
وجدد الوزير الروسي دعم بلاده للعراق قائلاً «ندعم بنشاط زملاءنا العراقيين في ما يتعلق بتسوية مشاكلهم. ونحن مهتمون بتحقيق الاستقرار في هذا البلد، ولا نريد أن ينتهك أحد سيادة العراق ووحدة أراضيه. ونؤكد على أهمية دعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز الدولة العراقية». وذكّر بمساهمة موسكو في تسوية الوضع في بلاد الرافدين، متعهداً بالقيام «بكل ما نستطيع»، معيداً إلى الأذهان كيف أنّ الخبراء الروس «عملوا على إعادة بناء منشآت الطاقة في أصعب الظروف في العراق، وما زالوا يواصلون عملهم في الوقت الراهن».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)