فراس خطيبقرّرت السلطة الفلسطنية وقف تمويل علاج أطفال غزة، الذين يعانون أمراضاً خطرة ويتلقّون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، التي ترفض قبول التمويل من حركة «حماس».
وقال أحد الأطباء إنَّ قرار وقف التمويل جاء «بعد عملية الرصاص المصهور»، مشدّداً على أنَّ القرار يقع «ضمن إطار سياسي». ويعاني هؤلاء الأطفال أوراماً سرطانية وتعقيدات في القلب، إضافة إلى حالات نادرة ومستعصية في جهاز المناعة، ومعظمهم موجودون في مستشفى سفرا التابع لتل هشومير في تل أبيب. وقد أجرت القناة الإسرائيلية العاشرة تحقيقاً عن الموضوع، ونقلت عن والد أحد الأطفال المرضى، أبو سامر، وصفه لحال ابنه قائلاً إن «الورم ظهر في عنق سامر، وأخبرني الطبيب في غزة بأنَّ السرطان عاد إليه مرة ثانية، ونصحني بالذهاب إلى إسرائيل، لأنَّ سامر بحاجة إلى جرعتَي «كيماوي» على الأقل وزراعة نخاع شوكي»، مضيفاً «لا أعرف ماذا سأفعل، وأطلب من (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن أن يساعدنا».
وبعدما قررت سلطة أبو مازن وقف تمويل العلاج، فإن سامر وأمثاله لن يتمكنوا من إنهاء علاجهم، وسيعودون إلى غزة.وفي حالة ثانية، خضع الطفل محمد لعملية معقّدة لإزالة ورم من حنجرته. ومنذ ذلك الحين، وهو يتنفس عبر أنبوب أُدخل إلى قصبته الهوائية. وقال والده إنَّ محمد «خضع للعملية في أيار من العام الماضي، وأُصيب بعدها بنزف داخلي في الرأس، وفقد القدرة على الحركة. وبعد عام، بدأ يستعيد تدريجاً قدرته على الحركة، وهو بحاجة إلى تأهيل». وأشار إلى إنَّه طالب السلطة الفلسطينية بتمويل العلاج، لكنّ «الإجابة كانت الرفض».
ناصر أبو عمرة يشكو إهمال السلطة التي رفضت إسعاف طفله قائلاً «لا أحد يعتني بهؤلاء الأطفال. رام الله كانت تمنحنا التغطيات، وفجأة قررت التوقف. وهذا القرار مجحف بحق أطفالنا الذين يموتون يومياً من دون ذنب». أما حكاية فاتن مع مرض أطفالها فهي أشدّ وقعاً، فهي قد خسرت اثنتين من بناتها بسبب مرض فشل جهاز المناعة، وطفلها رمضان مصاب بالمرض نفسه وهو سيخضع لزراعة نخاع شوكي. وقد وجد الأطباء أن ابنتها الثالثة ملائمة للتبرّع بنخاع شوكي لشقيقها. وتقول الأم إن «الكثير من الأطفال كانوا بحاجة إلى زراعة نخاع شوكي، لكنَّهم عادوا إلى غزة في أعقاب وقف التمويل. يقولون إنهم سينقلونهم إلى مصر، ولكنّ ابني سيخضع للزراعة هنا، فكيف لي أن أراجع حالته في مصر؟».
ويرى البروفسور عاموس تورن في مستشفى سفرا أن وقف التمويل بالنسبة إلى عدد كبير من الأطفال يعني «حكماً بالإعدام»، مضيفاً أن «خلايا السرطان لا تنتظر السياسيين لترتيب التأشيرات»، بينما أكد زميله مدير قسم الأطفال، يورام بوينوبر، أنَّ مشاكل التمويل بدأت «مباشرة بعد عملية الرصاص المصهور».