وزارة الطاقة تخفّض الكميات... والأسعار ترتفع في المناطقرشا أبو زكي
بعد أكثر من شهرين على انتهاء أزمة المازوت خلال فصل الشتاء، بدأت تلوح أزمة جديدة في الأفق، إذ تكشف مصادر نفطية لـ«الأخبار» عن انخفاض كبير في مخزون مصفاتَي الزهراني وطرابلس من هذه المادة، ولفتت المصادر إلى أن توزيع المازوت تقلص منذ شهر ونصف، ليغطي 25 في المئة فقط من حاجات الشركات. وعلى الرغم من طول فترة التقنين في التوزيع إلا أن الأزمة لم ترخ ظلالها بعد على الأسواق، بسبب تخزين الشركات كميات من المازوت من جهة، وتراجع الطلب نسبياً على هذه المادة بعد انتهاء فصل الشتاء من جهة أخرى. وتلفت المصادر إلى أن حاجة لبنان للمازوت تقارب 3 آلاف طن يومياً، فيما الكمية الموزعة من معملي طرابلس والزهراني توازي ثلث هذه الكمية، لا بل تؤكد أن السوق السوداء بدأت تنتشر في بعض المناطق، ليرتفع سعر الصفيحة من 14200 ليرة بحسب السعر الرسمي المعلن، إلى 14600 ليرة وصولاً إلى 17 ألف ليرة في بعض المناطق البعيدة عن بيروت ومنها البقاع وعكار. وتلفت المصادر إلى أن الطلب على المازوت شهد انخفاضاً خلال الفترة الماضية بسبب انتهاء فصل الشتاء، إلا أنه سيعود للارتفاع في مطلع شهر أيار، بسبب بدء المواسم الزراعية. وتضيء المصادر على موضوع آخر، يتعلق بانخفاض سعر صفيحة المازوت وفق جدول تركيب الأسعار الأربعاء الماضي 100 ليرة ليصبح سعر الصفيحة 14200 ليرة، في مقابل ارتفاع أسعار الديزل أويل 500 ليرة ليصل إلى 14900 ليرة، على الرغم من أن أسعار الديزل أويل والمازوت شهدتا ارتفاعاً مماثلاً خلال الأسابيع الماضية، وبالتالي كان من المفترض أن يرتفع سعر صفيحة المازوت كصفيحة الديزل أويل أي 500 ليرة. وتستغرب المصادر هذا الموضوع، مرجحة أن يكون هنالك خطأ في احتساب أسعار المازوت خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ما أدى إلى انخفاض السعر 100 ليرة بدلاً من رفعه 500 ليرة.

بين منطقة وأخرى

وبدأت مناطق عدّة تشعر بالأزمة، وإن بأشكال مختلفة، إذ يؤكد مراسل «الأخبار» في البقاع رامح حمية أن سعر المازوت في البقاع مرتفع جداً عن السعر المعلن رسمياً، لافتاً إلى أن معظم المحطات تبيع صفيحة المازوت إلى المستهلك بسعر 16 ألف ليرة، أي بفارق 1800 ليرة عن السعر الرسمي، فيما عدد قليل من المحطات يرفع السعر إلى 17 ألف ليرة! ويرفض أصحاب المحطات وصم ارتفاع سعر الصفيحة لديهم بـ«السوق السوداء»، مبررين أن التجار يسلمونهم المازوت بأسعار مرتفعة تصل إلى 15750 ليرة، ما يضطرهم إلى بيع الصفيحة بسعر 16 ألف ليرة!
ويلفت مراسل «الأخبار» في صور كامل جابر، إلى أن عدداً من كبار التجار يخزنون كميات هائلة من المازوت، وهم ينتظرون ارتفاع الأسعار للحصول على أرباح خيالية، لافتاً إلى أن المحطات لا تبيع المستهلك كميات كبيرة من المازوت، إلا أن التقنين في توزيع المازوت في المنطقة لم يصل بعد إلى مرحلة الأزمة، وخصوصاً مع انخفاض الطلب على هذه المادة.
أما مراسل «الأخبار» في عكار خالد سليمان فيلفت إلى أنه في جولة على المناطق الشمالية، تبين أن معظم المحطات لا يتوافر فيها المازوت اللبناني، وبالتالي فهي تضطر إلى بيع المازوت السوري بسعر 16 ألف إلى 16 ألفاً و500 ليرة، فيما ليس هناك سوى محطة واحدة في المنطقة تبيع المازوت اللبناني بسعر 15 ألف ليرة، ويلفت إلى أن هذه المحطة تعاني نقصاً شديداً في مخزون المازوت، الناتج من تراجع الكميات الموزعة من الشركات، وأوضح أن أهالي عكار يتوجهون إلى المازوت السوري لتلبية احتياجاتهم من هذه المادة.

طابوريان: التوزيع طبيعي

وعلى الرغم من تأكيد وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان لـ«الأخبار» أن الكميات الموزعة من المازوت تضاعفت 4 إلى 5 مرات خلال الفترة السابقة، وأنه لا أزمة في ما يتعلق بتأمين هذه المادة، فهو يلفت إلى أنه من الممكن أن تكون الشكوى من انخفاض الكميات الموزعة مصدرها توالي أيام الأعياد خلال الشهر الحالي وما لذلك من تبعات لجهة إقفال المعامل وتوقف شركات التوزيع عن عملها. أما في ما يتعلق بانخفاض سعر المازوت بدلاً من ارتفاعه، فيلفت طابوريان إلى أنه لم يكن موجوداً في لبنان خلال الأسبوع الماضي لمتابعة الأسعار، إلا أن انخفاض سعر المازوت، يؤكد أنه ليس من الضروري أن ترتبط عملية تسعير المازوت بأسعار النفط العالمية، إذ من الممكن أن تشهد الأسعار تغييرات وفق حركة العرض والطلب في السوق المحلية.
إلا أن رئيس تجمع أصحاب شركات النفط في لبنان بهيج أبو حمزة يؤكد لـ«الأخبار» أن الكميات الموزعة من المازوت انخفضت منذ حوالى الشهر ونصف «من دون أن نعرف سبب هذا التقنين»، مستغرباً أن «نشهد انخفاضاً في الكميات الموزعة على الرغم من أن المازوت غير مدعوم من الدولة»، ويرجح وجود مشكلة في استيراد هذه المادة. وعن انخفاض سعر المازوت بدلاً من رفعه، يشدد أبو حمزة على عدم معرفته للسبب «فنحن ضايعين بالتسعيرة». لافتاً إلى أن انخفاض الطلب على المادة خلال الشهر الماضي كانت له انعكاساته من حيث عدم وجود أزمة في المازوت، مشيراً إلى أن الطلب على هذه المادة بدأ يتحسن.
أما رئيس نقابة أصحاب المحطات في لبنان سامي براكس فيشير إلى أنه «ليس هناك طلب كبير على المازوت، وبالتالي لا أزمة فعلية في سوق المازوت»، لافتاً إلى أن «معامل الدولة تسلمنا حصصاً ناقصة في المازوت، ربما بسبب ارتفاع أسعار هذه المادة عالمياً وعدم رغبة الوزارة بزيادة نفقاتها»، ويلفت إلى أنه سأل الوزارة عن سبب التقنين في مادة المازوت «إلا أنني لم أحصل على أي جواب، سوى أن الوزارة تضخ الكميات اللازمة للسوق، وهذا غير صحيح». ويشدد براكس على أن الطلب على المازوت سيعود إلى الارتفاع بسبب بدء المشاريع على أنواعها في فصل الربيع، منها الأشغال وأيضاً المشاريع الزراعية.


3 آلاف

هو عدد
المحطات في لبنان
التي توفر المحروقات للمواطنين في جميع المناطق اللبنانية، وتلبي هذه المحطات حاجات 800 ألف منزل، فيما يوزع 650 صهريجاً معتمداً من الشركات مادة المازوت
على المحطات


أزمة سابقةأزمة مازوت أدت إلى تعميم حالة
من الفوضى العارمة، وخصوصاً في عملية التوزيع والتخزين، وجاءت هذه الأزمة بعد ارتفاع الطلب بصورة قياسية خلال فصل الشتاء من معدل 3 ملايين ليتر مازوت يومياً إلى أكثر من 10 ملايين ليتر، في مقابل عدم قدرة منشآت النفط على تلبية هذا الطلب. ونتج من هذه الأزمة زيادة الكميات الموزعة من المازوت حوالى أربعة أضعاف