بغداد ــ زيد الزبيديينظر العراقيون بغضب واشمئزاز إلى المحاكمة، التي تجري اليوم في ولاية كنتاكي الأميركية، لمقاضاة الجندي الأميركي ستيفن غرين الذي اغتصب، مع أربعة من زملائه في جيش الاحتلال، الفتاة العراقية ذات الخمس عشرة سنة، عبير الجنابي، في منطقة المحمودية جنوبي بغداد، وقتلها مع عائلتها، قبل أن يحرق منزلهم، لإخفاء معالم الجريمة ذات يوم في آذار 2006.
وصدر حكم على أربعة جنود في تلك الواقعة. وكشفت تفاصيلها خلال المحاكمات، وتبين، بحسب اعترافات المتهمين، أن خطة اغتصاب عبير وُضعت أثناء جلسة شرب الجنود فيها الخمر، وكانوا يلعبون الورق في نقطة تفتيش في قضاء المحمودية، حيث قال الجندي غرين لأصدقائه إنه «يريد أن يذهب إلى منزل، وقتل بعض العراقيين».
وفي البداية، ادّعى بعض المجرمين أن الفتاة لم تكن قاصراً، وأنها في الثامنة عشرة من عمرها. بينما كشف متهمون آخرون بالقضية أن غرين سبق أن تحرش بالفتاة، لكنها صدّته، فأقدم على فعلته مع الجنود الآخرين. كما أظهرت وثائق الأحوال المدنية أن عمر الفتاة لا يتجاوز الخمسة عشر عاماً.
وطالب سياسيون وقانونيون عراقيون، بإحضار شهود من أقرباء المجنيّ عليهم في جلسة المحكمة، منتقدين وزيرة حقوق الإنسان وجدان سالم لعدم اصطحابها أي شاهد عراقي لحضور الجلسة، فيما أعرب آخرون عن رغبتهم في إجراء هذه المحاكمة في العراق لأنها قضية عراقية، ولأن ضحاياها عراقيون.
وأشارت سالم، في مؤتمر صحافي عقدته قبل سفرها إلى الولايات المتحدة لحضور جلسة المحاكمة، إلى أنّ غرين «يواجه تهمة الاعتداء والقتل العمد، ومن المتوقع أن ينال حكماً بالإعدام».
أما عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب، محسن السعدون، فقد تحسّر على أن تجري المحاكمة في الولايات المتحدة بدل العراق، مشيراً إلى أنّ هذا ما «كنا نطمح إليه في الاتفاقية الأمنية الأميركية ــ العراقية في بند الولاية القضائية، وهو محاسبة ومحاكمة الجنود الأميركيين الذين ينتهكون حقوق الإنسان ويرتكبون الجرائم داخل العراق، وفي المحاكم العراقية».
ويقضي أربعة جنود من شركاء غرين في الجريمة، عقوبات سجن تراوح ما بين 5 سنوات و110. وكان شريك غرين، جبسي سبيلمان، قد حُكم عليه بالسجن لمدة 110 سنوات لاشتراكه في الجريمة، رغم نفيه الاشتراك في القتل أو الاغتصاب، بينما أقر الثلاثة الآخرون بالتهم الموجهة إليهم، ونالوا أحكاماً مخفّفة، راوحت ما بين 5 سنوات إلى 100 سنة.