آلاف العمّال خاضوا تحرّكات متواصلة من دون جدوى (1)رشا أبو زكي
من يذكر العمال في عيدهم؟ هذا العيد الذي يصادف قبل شهر تقريباً من الانتخابات النيابية، التي يصفها البعض بـ«المصيرية» أو «المفصلية». فجميع المرشحين إلى المجلس النيابي، من دون استثناء، يغيّبون مطالب العمال، ما عدا قلّة تكتفي برفع شعارات عامّة لا معنى لها ولا لون ولا رائحة، فالعمّال المغبونون لهم سجّل حافل بالتحرّكات التي غالباً ما يتجاهلها الإعلام والنقابات كما السياسيون.
«الأخبار» تفتح ملف هؤلاء في مناسبة عيد الأول من أيار، فهذا العام والعام الماضي، كانا زاخرين بالتحركات المطلبية، المئات صرفوا من وظائفهم ولم يحصلوا على حقوقهم، الآلاف لم يحصلوا على مطالب أثقلت كاهلهم منذ عشرات السنين، الآلاف ينتظرون. وسيطول انتظارهم مع «تشكيلة» المجلس النيابي الجديد! فيا أيها المرشحون، هذه هي مطالب العمال، لمن يريد التبني؟

عمال البلديات: نريد حقوقنا...

تضم بلديات لبنان أكثر من 2000 مستخدم غير مشمولين بتقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ويشرح نائب رئيس اتحاد عمال بلديات لبنان شعبان خضور لـ«الأخبار» أن أبرز مطالب عمال البلديات المزمنة هي تأمين معاشات التقاعد ما بعد الخدمة، واستحداث نظام ملاك للأجراء الدائمين في بلديات لبنان، الذي يطالب به الاتحاد منذ أكثر من 4 سنوات، وذلك لكي يكون للأجراء الدائمين في جميع البلديات فئة تساوي أجور الموظفين في البلديات، إضافة إلى إدخال العمال إلى الضمان، كونهم حالياً يحصلون على بدلات الاستشفاء والطبابة من البلديات، وكذلك أن يصبح المستخدمون المياومون في البلديات الصغرى أجراء يفيدون من الخدمات الاستشفائية والطبية.

مستخدمو الضمان: تثبيت

تطالب نقابة مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي منذ أكثر من 10 سنوات، بإفادتهم من سلف التعويض، وحق المستخدم في نهاية خدمة السنوات الأربع بعد بلوغ الستين وإعادة بحث الفوائد التي يدفعها المستخدمون ظلماً، وإعادة العمل بالمباراة المحصورة لوظيفة مفتش مؤسسات والسماح للمستخدمين بالاشتراك بغض النظر عن أعمارهم. ووضع نظام يضمن ترقية المستخدم بناءً على سنوات خدمته وملفه الإداري وكفاءته العلمية وإجراء مباراة لجميع فئات المستخدمين، وتثبيت المياومين، وتكفّل أولاد المستخدم المتوفى من خلال استمرار دفع المنح المدرسية أسوة بأولاد المستخدم المستمر في العمل، وإعادة نظام التقديمات الاجتماعية لسدّ بعض الثغر.

عمال البناء: لا حماية

يبلغ العدد التقريبي للعمّال اللبنانيين في قطاع البناء ما يقارب الـ20 ألف عامل، وهؤلاء لم يُدرجوا حتى اليوم ضمن الفئات المسموح لها بالانتساب إلى الضمان الاجتماعي، كذلك فإنهم لا يحصلون على أدنى حقوقهم في الضمان الاستشفائي، وخصوصاً أن القانون لم يحرمهم هذا الحق، ومع أن ورش البناء مصدر أذى لكثير من عمال البناء من دون اهتمام أو رعاية من أصحاب العمل، ومن دون أي تدخل من قبل وزارة العمل من أجل فرض تطبيق قانون السلامة المهنية في قطاع البناء، لا تزال تحركات العمال مستمرة منذ نصف قرن ولم تتحقق المطالب!

يونيسراميك: تعويضات عادلة!

أكثر من 400 عامل صرفوا تعسّفياً من معمل «يونيسراميك» من دون الحصول على تعويضات عادلة، وقد رفع العمال دعاوى لدى مجالس العمل التحكيمية، بحسب رئيس نقابات عمال البقاع جهاد المعلم، في انتظار صدور الأحكام، وهؤلاء العمال لا سند لهم ولا متابع، ولا من يحميهم من البطالة التي ألحقوا بها من قبل معمل تعرّض للإفلاس محلياً بسبب غياب الحماية، فهاجر لإنشاء مصنع للبلاط في قطر، ويخطط لامتلاك مصنع آخر في الجزائر.

جباة الإكراء: عصر الرق!

لا يزال 600 عامل لدى المتعهد وجباة الإكراء في مؤسسة «كهرباء لبنان» يعيشون في عصر الرق منذ عام 1995، إذ يتقاضى الجباة 300 ألف ليرة لبنانية، أما عامل المتعهد فما يتقاضاه لا يكفيه بدل نقل، يطالب هؤلاء العمال بانضمامهم الى الضمان الاجتماعي وبزيادة الحد الأدنى، وببدل نقل 8000 ليرة لبنانية يومياً لكون الجابي هو أكثر الموظفين تنقلاً. كذلك فإن للجباة 300 كيلوواط هي حق لهم، مسجلة في العقد مع المؤسسة ولم يحصلوا عليها منذ أكثر من ستة أعوام.

عمال قاديشا: تحقيق المساواة

لا يزال موظفو وعمال شركة كهرباء قاديشا ينفذون تحركات متواصلة منذ أكثر من 25 عاماً، سعياً لتثبيت جميع العاملين البالغ عددهم 368 أجيراً، وتأمين إفادتهم من خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإنجاز الترقيات والترفيعات، وإزالة الغبن اللاحق بمستخدمي الفئة الثالثة، ومساواة عمال قاديشا بالحقوق مع عمال شركة كهرباء لبنان. وإنشاء نظام خاص بقاديشا يعنى بتوزيع عائدات الجباية والمحاضر.

فنيو الاتصالات: تنفيذ القرارات

تطالب لجنة المتابعة لفنيي وزارة الاتصالات بالحصول على حقوقهم المشروعة التي أقرها لهم مجلس شورى الدولة ابتداءً من عام 2003 ولم تنفذ لتاريخه، وتقضي باتخاذ كل الإجراءات الإدارية والمالية وتحويل رواتبهم وفق الجداول الفنية، لا الإدارية، كما هو حالياً. وتبلغ قيمة مستحقات هذه الفئة على الحكومة 12 مليار ليرة. كذلك يطالب الفنيون بإعطائهم درجة تدرج لجميع العاملين في الوزارة، من إداريين وفنيين مع المفعول الرجعي لها أسوة بما حصل عليه جميع العاملين في هيئة أوجيرو منذ عام 2005، وهذا ما لم يوافق عليه مجلس الوزراء أخيراً!

معمل الزهراني: بلا إجازات!

حتى الآن، لا تزال الشركة المشغّلة للمعمل (شركة كيبكو لبنان) تمتنع عن تلبية مطالب العمال والمهندسين بزيادة سنوية 3 في المئة سارية المفعول لمدة سريان العقد، بدل مستحقات نقابة المهندسين التي أقرّوها ووعدوا بسدادها وعادوا وألغوها، تسوية المعاشات لمعدومي الرواتب، التصنيف الحاصل في قسم التشغيل بالنسبة إلى الحق الشرعي والقانوني في التمتع بالإجازة، سواء السنوية أو المرضية، وضم الخدمات لجميع العاملين في المعمل.


250 ألف ليرة

هو أجر المستخدمين والعمال في المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية، حيث لا يزالون يعملون بالأجر اليومي، ويتقاضون أجرهم من صناديق المدارس ولا يتجاوز الحد الأدنى السابق للأجور، ولم يستفد هؤلاء من المنح المدرسية التي أُقرت منذ عام 2005



خارج الاهتمام