يسارع المطّلعون على الجولة الرابعة من الحوار الفلسطيني، التي عقدت في القاهرة، أول من أمس، إلى بثّ الاطمئنان في نفوس الفلسطينيين والعالم، وتأكيد أن «التأجيل لا يعني الفشل»، والجولة الخامسة ستكون «حاسمة»
القاهرة ــ الأخبار
بعد خيبة أمل رابعة نتجت من إرجاء الحوار الفلسطيني، يجهد المسؤولون في تبرير هذا التأجيل بتوجيه إيجابي، رغم نفي حركة «حماس» إغلاق ملف منظمة التحرير الفلسطينية؛ وأعلن السفير الفلسطيني لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو، أمس أنه «تم إغلاق ملف منظمة التحرير الفلسطينية نهائياً مع إقرار جميع الفصائل في الحوار الوطني الفلسطيني بأنها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني». وأكد، للتلفزيون المصري، «حدوث تقدم في الجولة الرابعة للحوار الوطني الفلسطيني التي اختتمت أعمالها الثلاثاء (أول من أمس) في القاهرة بين وفدي حركتي حماس وفتح».
وأوضح عمرو أنه يوجد «تقدم في بعض القضايا، ومنها الأمن»، مطالباً «بضرورة ترتيب وضع الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة ترتيباً مهنياً»، ومشدداً على ضرورة «إبعاد الأمن عن السياسة». وتابع أنه «تم الاتفاق أيضاً على إقامة مرجعية مؤقتة للقرار السياسي تضمّ جميع الأطراف بما فيها غير المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية»، مؤكداً أن «جميع الفصائل والأحزاب لها دور في الشأن السياسي والقضايا الكبرى». وأشار إلى أن ما تم الاتفاق عليه خلال الحوار بين «فتح» و«حماس» في القاهرة لن يصبح ساري المفعول إلا إذا وافقت عليه كل الفصائل الفلسطينية.
وفي السياق، قال مصدر مصري مسؤول إن «إطالة المفاوضات بين حركتي فتح وحماس إلى منتصف الشهر المقبل لا تعني فشلها»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الجولة الخامسة من الحوار الوطني الفلسطيني التي ستعقد في القاهرة يومي 16 و17 أيار المقبل، ستكون حاسمة ونهائية». وأضاف «نتوقع أن يحسموا بعض الأمور. هناك نقاط عالقة وخلافات بين الطرفين حول شكل الحكومة المقبلة والبند الخاص بالتزام أو احترام حماس للاتفاقات الرسمية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل»، لافتاً إلى أن «حسم هذه النقاط سيفتح المجال أمام عقد الحوار الشامل وتوقيع وثيقة المصالحة والوفاق الوطني».
وخلافاً لما أعلنه السفير الفلسطيني لدى القاهرة، نبيل عمرو، عن إغلاق ملف منظمة التحرير الفلسطينية نهائياً، فإن مصادر في وفد «حماس» أبلغت «الأخبار»، في المقابل، بأن «الحوار لا يزال مستمراً في هذه النقطة».
وأوضحت المصادر أن «حماس تعتقد أنه يتعين إعادة بناء الهيكلية الإدارية والتنظيمية للمنظمة لمحاربة الفساد المالي والسياسي المستشري فيها». وبالتزامن، قال مصدر «حمساوي» إنه «من المؤكد أننا لن ننضم إلى هذه المنظمة بوضعها الحالي. إنها تصطدم مع رؤيتنا لمستقبل الوضع الفلسطيني الداخلي. نحن نحتاج إلى كيان سليم وينبغي تلافي الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها المنظمة آنفاً».
وكان وفد «حماس» الذي شارك في حوار القاهرة، ويضم نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، وعماد العلمي ومحمود الزهار ومحمد نصر وخليل الحية، غادر القاهرة أمس متوجهاً إلى دمشق.
إلى ذلك، فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري جزئياً أمام عودة عدد من المرضى إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في الخارج. وقالت سلطات المعابر في غزة إن «الجانب المصري فتح معبر رفح ليلة أول من أمس باتجاه واحد فقط، ما سمح بعودة 18 مريضاً كانوا يتلقون العلاج في المستشفيات الليبية».