61 عاماً لم تُخرج فلسطينيي الـ48 من هويتهم، وها هم في ذكرى النكبة يسترجعون قراهم وأسماءها، ولو على أنقاض لا حياة فيهاأحيا فلسطينو الـ48، أمس، الذكرى الواحدة والستين للنكبة. وشارك الآلاف في مسيرة العودة الثانية عشرة، التي نظمت هذا العام إلى قرية «الكفرين» المهجرة القريبة من مدينة أم الفحم. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها أسماء القرى المهجرة، وأطلقوا هتافات وطنية: «يا محلى علم فلسطين المرفوع»، «علمنا علم فلسطين واجب علينا نرفعو»، و«أرض العروبة للعرب».
وبرز انتشار واسع للكوفية الفلسطينية بين المشاركين، الذين اعتمروا قبعات صفراء كتب عليها «مسيرة العودة الثانية عشرة». وكان العلم الفلسطيني حاضراً بقوة كبيرة في المسيرة.
وانطلقت المسيرة من أراضي قرية الكفرين المهجرة باتجاه أطلال القرية، التي كانت يوماً ما مفعمة بالحياة، والتي مثّلت في ما بعد مع باقي القرى والمدن الفلسطينية النكبة الفلسطينية.
ووصلت المسيرة إلى منطقة «العين» في القرية المهجرة، ثم توجّهت إلى نقطة التجمع المتفق عليها على أراضي القرية، حيث انتهت بمهرجان خطابي، ألقيت فيه كلمات للجنة المتابعة العليا، وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، وممثل أهالي الكفرين، ورئيس بلدية أم الفحم، والمنظمات اليهودية واليهودية العربية المناصرة لحق العودة. كما تخللت البرنامج فقرات فنية وأخرى تراثية، ملتزمة. ونظمت المسيرة تحت شعارات عديدة: «نعم لعودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم»، و«لا لمؤامرات التوطين»، و«حق العودة لا يتقادم وغير قابل للتصرف»، و«حق العودة غير قابل للتصرف»، و«لا سلام حقيقي من دون عودة كل اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم»، و«يوم استقلالهم... يوم نكبتنا»، و«لا بديل عن حق العودة».
ونظمت المسيرة بالتنسيق والتعاون مع أهالي قرية الكفرين المهجرة واللجنة المحلية لمسيرة الكفرين وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وبدعم لجنة المتابعة العليا.
يشار إلى أن الطريق الترابي الذي يصل إلى قرية الكفرين المهجرة ضيق ولا يتسع إلا لمركبة واحدة. وبسبب الاختناق المروري تأخر الكثيرون في الوصول إلى المسيرة فيما لم يتمكن آخرون من ذلك. كما شهدت الطرق الرئيسية في وادي عارة انتشاراً مكثّفاً للشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية.
يذكر أن مسيرة العام الماضي، التي نظمت إلى قرية صفورية المهجرة، تعرضت لاعتداءات الشرطة، وأصيب حينذاك في المسيرة العشرات من المشاركين، بينهم صحافيون ومصورون وشخصيات عامة كرئيس «التجمع الوطني الديموقراطي»، واصل طه.
(عرب 48)