ابتداءً من اليوم يبدأ العمل بقرار تصدير البطاطا اللبنانيّة إلى الأسواق السورية، وذلك بعد سماح متقطّع لسنوات، سببه شكوك في إصابة البطاطا المزروعة محليّاً بمرض «العفن البني»، فقد ظهرت المشكلة في أواخر 2007 حين أوقف السوريّون استيراد البطاطا من لبنان بناءً على تقرير أوروبي صدر في عام 2003 ويستند إلى تقرير صدر في عام 1960. وبعد تدخلات سياسيّة في 2008 سمحوا بالاستيراد ضمن شروط فنية تتضمن تحديد عدد الشاحنات التي ستعبر الحدود، وإجراء فحوص على عدد أكبر من العيّنات التي تأخذ من كل شاحنة بدلاً من عينة واحدة من كل مجموعة شاحنات... وفي مطلع 2009 اكتشف السوريون إصابات بالمرض في شاحنات تصدير تعود إلى تاجر بطاطا معروف في البقاع. ويومها تبيّن أن التنافس بين هذا التاجر وزميل له قد يكون ما أدى إلى وجود الحبات المصابة، فالأخير يستورد بذار البطاطا من مصر التي يشتبه في أن لديها حقولاً مصابة في مناطق معروفة، كما أن البذار دخل لبنان في تلك الفترة مهرّباً، والكمية المكتشفة قد تكون منتجة من البذار المصرية المهرّبة. وبناءً على نتائج الفحوص اتخذت سوريا قراراً فورياً بمنع دخول البطاطا اللبنانية، علماً بأن سوريا تمنع في شهري شباط وآذار الاستيراد من لبنان لأنها الفترة التي تصدّر فيها مصر الكميات المنتجة إلى عدد من الدول وبينها لبنان، ولذلك تخاف من أن يعيد بعض التجار تصدير البطاطا المصرية إلى سوريا التي تمنع أصلاً دخولها إلى أراضيها بشكل كامل.
وبعد أكثر من لقاء، سمح السوريون باستيراد البطاطا من لبنان، ولكن ضمن شروط فنية مشددة بحسب ما يقول مزارعون. وهؤلاء يعربون عن قلقهم من تراجع الكميات المصدرة إلى سوريا بسبب هذه الإجراءات، إذ بلغت الكميات المصدرة بعد قرار المنع في 2008 5 آلاف طناً بدلاً من 35 ألفاً.
(الأخبار)