هي رابع عملية دهس تشهدها القدس المحتلة. دهس يستهدف جنوداً إسرائيليين، هو في الغالب بمثابة ردّ على ظلم يعيشه الفلسطينيون، بسبب العنصرية الإسرائيلية تجاههم وخطط هدم منازلهم لتحقيق «تهويد القدس»
القدس المحتلة ــ الأخبار
ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن «سائق تراكتور فلسطيني، هو محمد الردايدة (26 عاماً) من سكان ضاحية بيت حينيا في شمال القدس الشرقية، أقدم ظهيرة أمس (الخميس) على تنفيذ عملية في القدس المحتلة، بعدما قاد جرافة واصطدم بدورية شرطة إسرائيلية، ما أدّى إلى انقلابها وجرح شرطيين اثنين بجراح طفيفة». وقد أصيب ثلاثة ركاب في حافلة كانت قريبة من المكان بحالات هلع، فيما تعرض السائق لإطلاق نار من سائق سيارة أجرة إسرائيلي وشرطي آخر، أطلق النار بواسطة رشاش إلكتروني.
وأشارت التحقيقات الإسرائيلية الأولية إلى أن «سائق الجرافة قلب سيارة الدورية بينما كان في داخلها شرطيان اثنان، وجرَّها على طول الطريق». وتابعت أن «دورية سياحة تابعة لمنطقة القدس كانت في المكان ولاحظت المجريات»، وخرج أحد الشرطيين المتطوعين إلى مكان الحدث وأطلق النار على سائق الجرافة. في ذلك الوقت، وصل إلى المكان سائق سيارة أجرة وشرطي آخر، وأطلقا النار على سائق التراكتور، الذي أصيب بجروح خطيرة، نقل على أثرها إلى مستشفى «هداسا عين كارم» في القدس المحتلة، حيث توفي متأثراً بجروحه.
وأعلن نائب قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية أنه «لا شك بأن الحديث يجري عن عملية فدائية، فقد وجد في قلب التراكتور كتاب قرآن مفتوح». وبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن الشرطيين «لم يستطيعا الاتصال بالمخرب قبل مقتله».
من جهته، قال سائق سيارة الأجرة الإسرائيلي، عوز مهتابي، للإذاعة الإسرائيلية العامة، إنه «كان في موقع الحادث في وسط مدينة القدس، وبمجرد رؤيته اصطدام الجرافة بسيارة الشرطة وقلبها، أطلق النار من مسدسه باتجاه سائق الجرافة»، مضيفاً «لقد أطلقت أربع رصاصات على سائق الجرافة وقتلته، وبعد ذلك حضر إلى المكان شرطي حاملاً إم ـ 16 (بندقية أوتوماتيكية) وأجهز عليه».
وقال شرطي سياحة كان في المكان: «وصلنا إلى الشارع قبل أن نعرف ماذا يجري. نظرت إلى الجهة اليسارية فرأيت الجرافة تضرب دورية لشرطة السير. فصرخت بإلداد (شرطي مرافق له)، توقف انظر ماذا يجري». وتابع «توقف إلداد وركضنا إلى هناك. وفي الطريق أخرجت سلاحي، ولأني قناص، أصبته فوراً. بعدها، تراجعت قليلاً إلى الوراء كي لا أؤثر على إلداد، فقد كان هو أيضاً يطلق النار. كان واضحاً أن الحديث يجري عن عملية لا عن حادث طرق».
وأضاف الشرطي، في حديث إلى موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أنه «أطلق 15 رصاصة باتجاه السائق: المخرب لم يخرج كلمة من فمه. فهو شاب يبدو بين الـ 35-40 عاماً، قوي البنية. ووصل في حينه شرطيان بسيارة أخرى. كان أحدهما يمتلك رشاش إم ـ 16. وقد لاحظ بأن المخرب يتحرك فأطلق عليه ثلاث طلقات. وهنا انتهى الحدث».
في المقابل، أشادت حركة «حماس» بالهجوم الذي نفذه سائق الجرافة، ورأت أنه «ردّ طبيعيّ» على إزالة إسرائيل لمنازل فلسطينيين في القدس الشرقية. وقال القيادي في الحركة، مشير المصري، إن «العملية في القدس هي رد فعل طبيعي على العدوان على أبناء شعبنا».