أجمعت الدول العربية، أمس، على التنديد بالقرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، فيما حذرت الدول الغربية من تداعياته على استقرار السودان. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان أمس، إنها تعرب عن «القلق العميق لانعكاسات القرار على الاستقرار في السودان ومصير العملية السياسية الجارية واتفاقية السلام الشامل»، فيما أصدر «حزب الله» بياناً استنكر فيه «بشدة» قرار المحكمة. ورأى أنه «محاولة مكشوفة ومشبوهة لإعادة تفجير الأوضاع في الإقليم وتهديد لسيادة السودان...».ورأت سوريا، على لسان مصدر مسؤول تحدث إلى وكالة الأنباء السورية (سانا)، في قرار المحكمة «سابقة خطيرة» و«تعدياً سافراً» على سيادة السودان و«تدخّلاً فاضحاً» في شؤونه الداخلية.
وفي ليبيا، أصدر مؤتمر الشعب العام بياناً رأى أن ما قامت به المحكمة «سابقة خطيرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم نزاهتها واستقلاليتها وعدالتها». ودعا «المجتمع الدولي والدول الأفريقية والعربية ودول العالم الثالث إلى الوقوف ضد قرار هذه المحكمة بجدية».
أما الإمارات، فأعربت عن قلقها من «التداعيات السلبية» لمذكرة التوقيف، ودعت مجلس الأمن إلى تفعيل المادة 16 التي تُجيز له تعليق تنفيذ مذكرة الاعتقال لمدة عام.
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي القرار. وقال «إن إصدار مثل هذه القرارات يعدّ انتهاکاً صارخاً للقوانين الدولية وتمييزاً واضحاً في تنفيذ العدالة».
وفي مصر، قلّل المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي من احتمالات تجاوب مجلس الأمن الدولي مع طلب تأجيل قرار المحكمة. وقال «ليس هناك ضمانات للنجاح، ولا توجد ضمانات لإقناع هذه الدول».
أما روسيا، فأصدرت وزارة خارجيتها بياناً أعلنت فيه أن «الجانب الروسي، استرشاداً منه بضرورة تحريك التسوية في دارفور في ظل ضمان العدالة والالتزام بقواعد القانون الدولي، يعتزم المشاركة بفعالية في مناقشة هذه القضية في مجلس الأمن الدولي».
بدوره، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ معارضة الصين لقرار المحكمة، وأشار إلى أن «الصين تأمل أن يتخذ (مجلس الأمن) الخطوات اللازمة وفقاً للمادة 16...».
وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية جوردون دوجيد إنه نظراً إلى «أن الولايات المتحدة تأخذ إجراءات المحكمة بجدّية، فسيتعيّن مراجعة أي اتصالات رسمية بدقة مع الرئيس البشير، على أن يحصل ذلك حالة بحالة، مع الانتباه جيداً إلى لائحة الاتهام الموجّهة ضده».
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)