غزة ــ قيس صفديوأضاف أن «كل ما جلبناه سيتم توزيعه. كل عرباتنا ومفاتيحها، كل مالنا ومساعدتنا كلها لإسماعيل هنية، رئيس وزراء فلسطين المنتخب». وأكّد «ربما لا يعترف الأميركيون والبريطانيون والإسرائيليون بإسماعيل هنية رئيساً وزراء لفلسطين لكننا نعترف به».
وفي كلمة ألقاها الى جانب مسؤولي «حماس» في غزّة، أشار غالاوي إلى أنه سلم «25 ألف جنيه استرليني نقداً لهنية»، تسلّمها نيابة عنه وزير الاقتصاد في الحكومة المقالة زياد الظاظا. وأضاف أن «هذا المال ليس صدقة بل سياسة». وشدّد على ضرورة «رفع الحصار عن غزة وإيصال المساعدات بشكل عاجل وفوري للشعب الفلسطيني». وقال «تبرّعت وأصدقائي للشعب الفلسطيني بمئة مركبة ثمنها يعادل 800 ألف جنيه إسترليني إضافة إلى مساعدات طبية ولوجستية سمحت السلطات المصرية بعبورها من معبر رفح البرّي».
وتحدث غالاوي عن مسار الرحلة الشاق وما تعرّضت له، قائلاً إنّ القائمين على قافلة «شريان الحياة» حاربوا بشدّة من أجل الحفاظ على أكبر قدر ممكن من المساعدات في المركبات بهدف إدخالها إلى غزة، عارضاً إجراءات التفتيش التي نفذتها السلطات المصرية على حافلات القافلة.
وأضاف «أقول للحكومات البريطانية والأوروبية إذا أردتم إحالتي إلى محكمة أعدكم بأنكم لن تجدوا أي هيئة محلفين تدينني، سيدينونكم أنتم لأنكم تحاصرون فلسطين». وأكّد أنّ «أعضاء القافلة هم من يمثلون بريطانيا وليس (مبعوث اللجنة الرباعية الدولية) طوني بلير وهم ليسوا أعداءً للأمة الإسلامية».
وبعد العدوان الذي استمر 22 يوماً على القطاع، فشلت سلطات الاحتلال في تحقيق أهدافها، إذ أفاد استطلاع أخير أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بأن شعبية «حماس» تزايدت تزايداً كبيراً منذ العدوان. وقالت إنه إذا أُجريت انتخابات اليوم فإن هنية سيفوز على الرئيس محمود عباس، بنسبة 47 في مقابل 45 في المئة. في المقابل، أفاد الاستطلاع أنه إذا جرت المنافسة بين هنية والقيادي الفلسطيني المسجون، مروان البرغوتي، لفاز الأخير بنسبة 61 في مقابل 34 في المئة.
وكانت سلطة النقد الفلسطينية قد حذرت أول من أمس من نفاد الأوراق النقدية وزعزعة ثقة المودعين بالبنوك العاملة في القطاع إذا استمرت إسرائيل في فرض القيود على دخول الأموال إليها. وقال محافظ سلطة النقد، جهاد الوزير، إن شح الأموال أدى الى عزوف الفلسطينيين في القطاع عن التعامل مع البنوك واللجوء الى الاحتفاظ بأموالهم على الطريقة الكلاسيكية «تحت الفرشة أو في محافظهم الخاصة». لكنه أكّد أنّ تلك المصاعب لا تعني أن البنوك العاملة في القطاع ستغلق أبوابها قريباً، موضحاً أنّ هناك اتصالات تجري مع مبعوث الرباعية طوني بلير، والبنك الدولي للضغط على إسرائيل من أجل إدخال السيولة اللازمة.
ميدانياً، أوقفت «حماس» مقاومين في حركة الجهاد الإسلامي وألزمتهم بتوقيع تعهد بالامتناع عن إطلاق صواريخ على إسرائيل ثم أفرجت عنهم، حسبما أعلن مصدر قيادي في «سرايا القدس»، الجناح المسلّح في الجهاد.
إلى ذلك، أكّد بطريرك القدس للاتين، فؤاد الطوال، من مدينة ليون الفرنسية، أن الحل لأزمة الشرق الأوسط يمرّ بالحوار مع الجميع، وبينهم «حماس». وقال إن «الحل هو في الحوار مع الجميع، مع حماس أو غير حماس، لا بد من احترام متبادل واعتراف متبادل، لأنه لن يكون هناك سلام لشعب من دون سلام للشعب الآخر». وطلب من «فرنسا والقوى الغربية أن تستخدم صداقتها لأداء دور أكثر سياسة وألا تكتفي بدعمنا ومساعدتنا مادياً».