دعا أقطاب القمة العربية الرباعية، التي استضافتها الرياض أمس، إلى ضرورة «طيّ صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية»، مؤكدين ضرورة الاتفاق على «منهج موحَّد في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة». وجاء في بيان صادر عن اجتماع الملك السعودي عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك، والسوري بشار الأسد، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن «القادة يعتبرون أن اجتماعهم يمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون في ما بينها والعمل الجاد والمتواصل لما فيه خير الدول العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية».وأضاف البيان أن «هذه القمة تأتي تنفيذاً لإرادة جماعية من قادة الدول الأربع لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة استكمالاً لما بدأ في قمة الكويت في 20 كانون الثاني 2009 من دعوة الملك عبد الله لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية».
وكانت قمة يوم أمس عبارة عن مجموعة من الاجتماعات: الأول جمع عبد الله ومبارك والأسد والصباح، استضافه القصر الملكي في الرياض. والثاني شارك فيه، إلى جانب رؤساء الدول الأربع، كل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة مقرن بن عبد العزيز عن الجانب المضيف. أما من الطرف المصري، فشارك وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات عمر سليمان. وسورياً، حضر وزير الخارجية وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان. أما كويتياً، فقد حضر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية محمد صباح السالم الصباح، ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد.
وقد سبق الاجتماعين لقاء ضمّ عبد الله ومبارك والأسد في مطار قاعدة الرياض الجوية، انضم إليه في وقت لاحق أمير الكويت. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه «جرى (خلال الاجتماع الأول) بحث عدد من الموضوعات على الساحة العربية، إضافة إلى تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة لتوحيد الصف العربي».
وكانت «واس» قد أعلنت أنّ عبد الله استقبل الأسد ومبارك باجتماعين منفردين في مطار قاعدة الرياض الجوية فور وصولهما إلى المملكة، «جرى خلالهما بحث عدد من الموضوعات التي تهمّ الجانبين، إضافة إلى آفاق التعاون وسبل تعزيزها في مختلف المجالات».
وبعد اللقاء المسائي الذي جمع القادة الأربعة، قال الفيصل إنّ «المجهود مبذول ولا يزال مبذولاً لتسوية كلّ الأجواء التي خيمت على العلاقات العربية ــ العربية بغية تصفيتها إن شاء الله».
وقد وضعت مصادر مصرية وعربية، في حديث مع «الأخبار»، القمة المصغرة في إطار «محاولة لتطويق إيران سياسياً ودبلوماسياً»، بالإضافة إلى البحث في كيفية «بلورة موقف عربي شبه موحد للتعامل مع رئاسة بنيامين نتنياهو للحكومة الإسرائيلية» الجديدة.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هدف القمة هو «محاولة تفكيك التحالف السوري ــ الإيراني لتحجيم نفوذ إيران المتنامي من وجهة نظر السعودية ومصر تجاه العديد من الملفات والقضايا العربية، وفي مقدمتها لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة».
وبحسب هذه المصادر، فإنّ الأسد قد عبّر خلال لقاءات يوم أمس عن استعداده لتحسين العلاقات العربية، لكنه لم يظهر استعداداً لقطع العلاقات مع إيران.
وفي السياق، وضع مراقبون مطّلعون الاجتماع الرباعي في خانة مساعي الملك السعودي لإعادة الزخم العربي الموحد خلف المبادرة العربية للسلام (مبادرة بيروت 2002)، «ولو في إطار منح المبادرة فرصة أخيرة».
وعن الغائب الأبرز عن القمة الرباعية، أي أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، عزت «مصادر مطلعة» لفضائية «الجزيرة» هذا الغياب إلى «تحفظات مصرية»، وهو ما دفع بالشيخ حمد إلى التوجه إلى طهران حيث حضر الجلسة الثانية للقمة العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو)، والتقى الرئيس محمود أحمدي نجاد، وألقى خطاباً فُسّر بأنه ردّ على محاولات تحجيم إيران.
يُذكَر أنّ الدوحة كانت أول من أعلنت الأسبوع الماضي أن قمة مصغرة ستُعقَد قريباً، تضم السعودية ومصر وسوريا وقطر والأردن.
وجاءت القمة المصغرة بعد الزيارة التي قام بها أبو الغيط وسليمان إلى الرياض حيث سلّما الملك عبد الله رسالة من الرئيس المصري. وكان الفيصل قد زار القاهرة السبت الماضي، لبحث الترتيبات المتعلقة بالقمة.
وكان خطاب الملك السعودي في قمة الكويت في كانون الثاني الماضي، بمثابة فاتحة للمصالحات العربية، تبعه لقاء مصالحة مصري ـــ سوري ومصري ــ قطري، مثلا بداية حراك تمثل بسلسلة من اللقاءات.
وكان الأسد قد تلقّى الأسبوع الماضي دعوة من عبد الله لزيارة المملكة نقلها له الفيصل. وتتزامن القمة الرباعية مع تبلور مؤشرات إلى تقارب أميركي ــ سوري، عبّرت عنه 5 زيارات لمسؤولين أميركيين يمثلون السلطتين التشريعية والتنفيذية، للتمهيد لأرضية مشتركة من التعاون الأميركي ــ السوري في المنطقة والعالم، حسبما شدّد عليه رؤساء الوفود الأميركية التي زارت عاصمة الأمويين.
وكانت اتصالات مكثفة عرفتها الأيام الثلاث الماضية، قد أسهمت في تهيئة الأجواء لانعقاد هذه القمة، تمثلت في زيارة وفدين من الأردن والإمارات لدمشق.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز)


الأسد مستعد لمفاوضات بوساطة أميركية

قال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة «أساهي شيمبون» اليابانية، إن دمشق يمكن أن تجري مفاوضات مباشرة للسلام مع إسرائيل إذا كانت الولايات المتحدة وسيطاً فيها.
وأكد أنه يرحب بإدارة باراك أوباما الجديدة ويرغب في الدخول في حوار من أجل السلام في المنطقة. إلا أنه أصر كذلك على إعادة هضبة الجولان المحتلة.
وانتقد الأسد بشدة، خلال المقابلة، الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان. كذلك انتقد إدارة جورج بوش لممارستها الضغط على سوريا، إلا أنه أكد استعداده للمساعدة في العمل نحو إحلال السلام في المنطقة. وقال الأسد إن «التغيرات لا تحدث بين ليلة وضحاها ... علينا أولاً أن نبدأ حواراً لتوضيح المصلحة المشتركة، وهي تحقيق السلام». وأكد الرئيس السوري أنه لتحقيق السلام في المنطقة يجب إشراك الأطراف الكبيرة في عملية السلام، مضيفاً أنه سيعمل على إشراك حزب الله وحركة «حماس» في المفاوضات.
(أ ف ب)


«تحفّظات مصريّة» حالت دون مشاركة أمير قطر!

استناداً إلى البيان الختامي الذي صدر عن القمة الرباعية في الرياض أمس، والتي جمعت قادة السعودية ومصر وسوريا والكويت، وبانتظار الكشف عن تفاصيل ما حصل في قاعة القصر الملكي، يمكن القول إنّ المجتمعين تمكّنوا من تحقيق تقدم لم يرق إلى المصالحة الناجزة. قمة مصغّرة لا شكّ أنها وضعت حجر الأساس لعقد قمّة «هادئة» في الدوحة أواخر الشهر الجاري، رغم أنّ مضيف الاجتماع الموسّع غاب عن لقاء أمس، بسبب «تحفّظات مصرية»، وفق مصادر فضائية «الجزيرة». وفيما اكتفى البيان الخاتمي لقمّة الرياض بالإشارة إلى اتفاق الزعماء الأربعة على توحيد الموقف، تسرّب عن اللقاء ما يفيد بأنّ محاولة إقناع الرئيس بشار الأسد بفكّ تحالفه مع طهران، كان الهدف الأساسي