أعربت الرباط أمس عن قلقها إزاء تنامي النشاط الشيعي على أراضيها، مندّدة بـ«قلة احترام» إيران، التي حمّلها وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، المسؤولية الكاملة عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، ندّد الفهري بـ«النشاطات الدعوية» لبعض الجمعيات المغربية الساعية إلى نشر المذهب الشيعي في المغرب بدعم من إيران، وقال: «إن المغرب لا يمكنه أن يقبل بمثل هذه النشاطات، وذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر ما يُسمّى منظمات غير حكومية». وانتقد «المساس بأسس» المملكة الشريفية المغربية وبالـ«الرابط» المالكي، وهو المذهب الإسلامي السائد في المغرب. وأضاف الفهري أن «المغرب ليس الوحيد الذي يشهد» هذا النشاط الشيعي «الذي اكتُشِف وجوده أيضاً في أفريقيا جنوب الصحراء وفي بلدان إسلامية أخرى» وحتى في أوروبا.
وجاءت تصريحات الفهري، إثر بيان شديد اللهجة لوزارته أعقب قطع العلاقات مع إيران في 6 آذار الحالي. ونددت الخارجية المغربية في بيانها بـ«نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية في الرباط تستهدف الإساءة إلى المقوّمات الدينيّة الجوهرية للمملكة والمسّ بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي»، مضيفة أن «هذه الأعمال تدخُّل سافر في الشؤون الداخلية للمملكة، وتُعارض قواعد العمل الدبلوماسي وأخلاقياته».
غير أن الوزير المغربي رفض ربط قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بأنشطة الدعوة الشيعية المنسوبة إلى إيران، موضحاً أن «الأمور كانت قابلة للتحكّم مع الإبقاء على النشاط الدبلوماسي والعلاقات التجارية (بين البلدين) مع درجة معينة من اليقظة».
وتساءل الفاسي: «عندما استهدفت إيران المغرب والمغرب فقط، لم نفهم لماذا تم ذلك».
أمّا قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرباط، فقد أتى إثر انتقادات «غير مناسبة» وجهتها إيران إلى الدعم المغربي للبحرين، التي توترت علاقاتها مع الدولة الفارسية أيضاً، إثر تصريح المسؤول في مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي أكبر ناطق نوري، قال فيه إن البحرين كانت جزءاً من إيران.
وقبل قطع العلاقات كان المغرب قد استدعى في مرحلة أولى في نهاية شباط، القائم بأعماله لدى طهران، للتشاور. وقال الوزير المغربي: «لقد منحنا الفرصة والوقت (للإيرانيّين) لتفسير موقفهم، غير أننا لم نتلقّ أي رد. لقد مثّل ذلك قلة احترام» للمغرب.
ولم تكن العلاقات بين المغرب وإيران صافية على الدوام في الماضي، وكانت العلاقات الدبلوماسية بينهما قد قطعت في 1979 إثر إطاحة الشاه وتولي آية الله الخميني السلطة.
وأُعيدت هذه العلاقات في 1991.
(أ ف ب)