التحديات التي سيواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل، بنيامين نتنياهو، كثيرة. على هامشها سيكون مطلوباً منه رفع الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على مرشحه لرئاسة مجلس الأمن القومي، عوزي أراد
محمد بدير
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن عوزي أراد، المرشح لرئاسة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في عهد حكومة بنيامين نتنياهو المرتقبة، ممنوع من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أراد، الذي يرأس حالياً معهد الأبحاث المتعدد المجالات في هرتسليا، مشتبه فيه لدى السلطات الأميركية بقضية التجسس المرتبطة باسم المسؤول السابق في البنتاغون، لاري فرانكلين، ومسؤولين آخرين في منظمة «إيباك».
وبحسب الصحيفة، فإن أراد ممنوع من الدخول إلى الأراضي الأميركية من تموز 2007، وترفض السلطات الأميركية منحه تأشيرة دخول متذرعة بأنه يمثّل «خطراً أمنياً» عليها. وخلال زيارته الأخيرة لأميركا، قبل التاريخ المذكور، اعترض محققو المباحث الفدرالية الأميركية (أف بي آي)، أراد في المطار على طريق عودته إلى إسرائيل للتحقيق معه، وهو ما حصل على متن الطائرة خلال العودة.
ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن أراد، أمس، تأكيده عدم نجاحه في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «الحكومة الإسرائيلية تحاول تغيير هذا الوضع». ويشتبه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي «أف بي آي» بضلوع أراد بقضية فرانكلين، الذي اتهم بنقل معلومات مصنفة عن إيران والعراق إلى دبلوماسيين إسرائيليين في سفارة تل أبيب في واشنطن، وكذلك إلى مسؤولين في منظمة اللوبي الصهيوني «إيباك». وتتركز الشبهات على اتصالات أجراها فرانكلين بأراد مرات عدة خلال زياراته المتعددة لإسرائيل.
وكان فرانكلين قد اعتُقل منتصف عام 2004 وتوصل إلى اتفاق مع النيابة العامة يتعهد بموجبه بالكشف عن كل نشاطاته التجسسية في مقابل عدم تقديمه للمحاكمة. وورد في لائحة الاتهام ضده، قبل إلغائها في أعقاب الصفقة، أنه اجتمع في شباط 2004 بأراد في كافيتريا البنتاغون.
وفي ضوء المعلومات التي أدلى بها فرانكلين، اعتُقل ستيف روزين وكيث ويسمان، وهما مسؤولان في «إيباك»، بتهمة ممارسة نشاط يتعارض مع القانون الأميركي من خلال الحصول على معلومات سرية ليسا مخولين بالاطلاع عليها ونقلها إلى شخصيات إسرائيلية. وحتى الآن، لم يقدم المسؤولان للمحاكمة التي تأجّلت، علماً بأن النيابة العامة وافقت على حذف بندين من لائحة الاتهام المقدمة ضدهما.
وأراد مقرّب من نتنياهو ومن المؤثرين عليه في بلورة السياسة الخارجية. وهو تخرج من جامعة برينستون الأميركية أواسط السبعينيات وعمل بعد عودته إلى إسرائيل في قسم الأبحاث داخل «الموساد». وفي عام 1996، استقال من «الموساد» ليصبح مستشاراً سياسياً لنتنياهو في ولايته الأولى رئيساً للحكومة. وتعليقاً على الخبر، أعربت مصادر إسرائيلية عن أملها برفع الحظر الأميركي عن أراد في أعقاب تعيينه رئيساً لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.