تنقّل الحدث العراقي في اليومين الماضيين، ما بين المحلي والإقليمي. ففيما أعربت تركيا عن استعدادها لفتح أراضيها وأجوائها أمام القوات الأميركية للانسحاب من بلاد الرافدين، ينتظر وصول رئيسها عبد الله غول إلى بغداد اليوم، تليه زيارة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم. وبين هذه التطورات، بقي الملف الداخلي، الذي يختصر بالحديث عن المصالحة العراقية، حاضراً بقوة.وأكّد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أول من أمس، أنّ بلاده ستوافق على انسحاب القوات الأميركية من العراق عبر الأراضي التركية، «إذا ما طلبت واشنطن تصريحاً بذلك»، مشيراً إلى أنه لم يتسلم بعد أي طلب رسمي من الطرف الأميركي بهذا الخصوص.
وفي سياق العلاقات العراقية ـــــ التركية، يصل غول إلى بغداد اليوم في زيارة هي الأولى له إلى العراق، وتستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع نظيره العراقي جلال الطالباني وعدد من المسؤولين العراقيين، «تتناول مسائل ثنائية ومنها توزيع المياه، ووجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق».
وجزم رئيس ديوان الرئاسة العراقية، نصير العاني، بأنّ الطالباني سيكون رئيس الوفد العراقي إلى القمة العربية المقبلة في الدوحة. وقال إنه سيقدم إلى القمة ورقة تتضمّن رؤية عراقية لتطوّرات الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد، وسيحث القادة العرب على إعادة فتح سفارات بلادهم في بغداد وشطب الديون المترتبة على بلاده.
وأشار العاني إلى أن قضيتي العراق وفلسطين ستكونان في مقدمة اهتمامات القمة، إضافة إلى العلاقات العربية ـــــ الإيرانية.
كذلك، ينتظر أن يصل المعلم إلى بغداد الأسبوع الجاري، حاملاً رسالة من الرئيس بشار الأسد، مفادها تشديد على رغبة دمشق «في تطوير علاقاتها مع بغداد»، وفقاً للمتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ.
وفي الشأن الداخلي، طرأ موقف جديد لحكومة نوري المالكي عبّر عنه مستشار الأمن الوطني، موفق الربيعي، الذي شدد على أنه «لن تكون هناك مصالحة مع حزب البعث باستثناء الأعضاء الذين كانوا مكرهين على الانتماء للحزب أو من كانوا يبحثون عن لقمة العيش»، وذلك بعد لقائه المرجع الديني، السيد علي السيستاني، الذي سبق له أن أعرب عن موافقته على إبرام مصالحة وطنية «لا تستثني أحداً».
بدوره، جدّد «حزب البعث ـــــ جناح عزة الدوري»، رفضه للعملية السياسية في العراق، واصفاً إياها بأنها «وليدة الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003».
ميدانياً، شهدت المدن العراقية حملات اعتقالات طالت أتباع التيار الصدري في محافظة كربلاء. حملة لم تستثنِ مسؤولاً بارزاً في «المجلس الأعلى الإسلامي» في محافظة ديالى يُدعى عبد العزيز التميمي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)