• أبوابنا مفتوحة للسلام مع المعارضة• شيخ شريف أحمد قد يزور واشنطن
• لا نهدّد إثيوبيا ونريد محاورة إريتريا

أجرى الحوار في القاهرة: خالد محمود رمضان
أطلق وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر مبادرات تصالحية في اتجاهات متعدّدة، بدءاً من الداخل الصومالي بدعوته الجماعات المناوئة للسلطة إلى الانضمام لعملية السلام، وصولاً إلى إريتريا التي دعاها إلى تجاوز خلافاتها مع مقديشو. وفي ما يأتي نص الحوار:

كيف ترى أولويات الحكومة الصومالية؟
ـــــ أولوياتنا هي إعادة بناء الدولة وأن نستعيد دورنا الإيجابي في العالم العربي كدولة عليها مسؤوليات في منطقة القرن الأفريقي. نعمل أولاً لتحقيق الأمن والاستقرار، ولدينا خطة لفرض النظام في العاصمة مقديشو وغيرها من المناطق. سنعمل على تعزيز السلام ثم نحاول مساعدة المواطنين الذين شرّودا وطردوا من العاصمة على العودة مجدّداً. نحن نتحدث عن نحو مليون شخص يجب علينا أن نساعدهم على الوصول إلى منازلهم. وعلينا بناء النظام الإداري للدولة، بما في ذلك كل ما له علاقة بالمؤسسات التي تعرضت للتدمير والخراب خلال سنوات الحرب الأهلية.

ماذا عن السلام مع المعارضة؟
ـــــ أبوابنا مفتوحة للسلام في كل الأوقات، وستظل كذلك. ليس هناك حد أدنى أو أقصى لذلك، نحن حكومة حوار وسلام ومستعدون للتحاور مع أي شخص ومن دون أي شروط مسبقة. ومهمتي كوزير للخارجية هي إقناع العالم بدعم هذه المساعي، لأنه من دونها لن يمكن هذا البلد أن يستقر. نعلم أنّ على العالم، وخصوصاً هؤلاء المعنيين بالوضع في المنطقة، أن يتدخلوا، وعلى العالم العربي أن يساعدنا في هذا.

لكن ثمة من يشك في شرعية هذه الحكومة؟
ـــــ لم يعد هذا مقبولاً. نحن حكومة لديها شرعية كاملة، والطريقة التي نُصّب بها الرئيس شيخ شريف أحمد، والحكومة والبرلمان، تبرهن للجميع أنّ هناك إرادة صومالية لوقف المعاناة. الناس سئموا هذا الوضع، ويريدون التغيير. هناك دعم شعبي واضح لحكومتنا وقواعد القانون يجب احترامها.

هل تعتقد أن وجود باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة يخدم توجّهاتكم؟
ـــــ أوباما يمثل الجيل الجديد، كما هي الحال لدينا، وهذا هو الموضوع الرئيسي. نسعى لإقناع الأميركيين بالتعاون معنا. وأظن أن أميركا كقوة عظمى لديها اهتمامات بالصومال، تماماً كما العالم العربي، ولست ممن يعتقدون أن الولايات المتحدة ضد الشعب الصومالي.

هل نتحدث عن ترتيبات لزيارة وشيكة للشيخ شريف إلى واشنطن؟
ـــــ ربما لاحقاً، لكن الآن الوقت لا يزال مبكراً. ولكني عقدت اجتماعات مع ممثلين للحكومة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، وليس لدي شك في النيّات الحقيقية لهذه الأطراف. أطلقوا وعوداً وقالوا إنهم سيساعدون الحكومة سياسياً ومالياً.

ماذا عن العلاقات مع إثيوبيا وإريتريا؟
ـــــ أعتقد أن ما كان يحكم موقف البلدين سابقاً هو افتقاد النظام في الصومال. ولكن هذه صفحة ماضية. هناك الآن دولة، رغم وجود مجموعات معارضة لها، لكن علينا الانتباه إلى أن الغالبية قررت أنها لا تريد الحرب. ولا يجب تضخيم قوة المعارضين.

ثمة مخاوف إثيوبية من المتطرفين؟
ـــــ نحن لا نهدد إثيوبيا، ولا نيّة لدينا لذلك. ما يهدد إثيوبيا يهددنا، سواء تكلمنا عن المتطرفين أو غيرهم. لهذا على الجميع أن يفهموا أن المتطرفين ليسوا على أجندة الاهتمام لأي شخص. انظر مثلاً كيف تحولت مشكلة القراصنة، بسبب الوضع الراهن، إلى أزمة عالمية وإقليمية، وتؤثر على الاقتصاد العالمي. لذلك نحن مستعدون للتعاون مع المجتمع الدولي. القرصنة يجب أن تتوقف، لكن هذا لن يحدث ما لم يعد الاستقرار والأمن إلى الصومال. وهذا أيضاً ما نقوله لإثيوبيا.

هل ستطلبون من إريتريا طرد المعارضين الصوماليين؟
ـــــ إريتريا دولة شقيقة وجارة، ولدينا علاقات تاريخية طويلة معها. وهي بهذا المعنى ليست علاقات مؤقتة. ولدينا عنصر اهتمام مشترك، وهو الاستقرار والأمن للإقليم الذي عانى من الحروب لمدة نصف قرن. التنمية يجب أن تكون الآن طموحنا الرئيسي لمصلحة الشعوب بدلاً من المواجهات السياسية والعسكرية. ولكن أيضاً هناك قواعد عالمية للتفاهم. فالتدخل في الشؤون الداخلية ممنوع. وما أريد أن أقوله إن ما حدث في الصومال أخيراً كان نتيجة افتقادنا الحكومة الفاعلة، ولا يوجد الآن سبب لكي يقول أحدهم إنه ليس هناك حكومة أو شرعية في الصومال.
نحن نلحّ على إخواننا في إريتريا بأن يفهموا أننا في صفحة جديدة، وأننا نريد السلام لنا وللإقليم، ولسنا مهتمين بالصراع أو المتطرفين، سواء في الداخل أو الخارج.

هل تعتزمون التحاور مع تحالف أسمرة؟
ـــــ أبوابنا مفتوحة للموجودين في إريتريا، ونطالب بأن نعيش مع القواعد الدولية بعدم التدخل. إذا كانت لديهم مشاكل أو ملاحظات، فعلينا أن نجلس للتحاور، وسيكون من الخطأ أن ننظر إلى الصومال كما كانت الحال قبل عامين. وأقول للرئيس الإريتري أسياس أفورقي إننا مستعدون للمناقشة، وإذا كانت لديهم وجهات نظر علينا أن نجلس وجهاً لوجه لا التحاور عن بعد. لن نتورط في ردود أفعال غاضبة وعاطفية.

لكن إريتريا لا تعترف بحكومتك أساساًَ؟
ـــــ هذا خطأ. إذا كانت لديهم أي ملاحظات فأبوابنا مفتوحة. نحن لا نزال على طاولة المفاوضات، ومستعدون لمناقشة أيّ موضوع، لأن هدفنا هو السلام.

هل تعتقد أن ثمة إمكاناً للمصالحة بين زعيم المعارضة الشيخ عويس والشيخ شريف؟
ـــــ أنا واثق بأن الرجلين عملا معاً في الماضي، ويفهم أحدهما الآخر. هذه ستكون أمور مساعدة للحوار في المستقبل.

فهمت أنكم تتحركون لحذف المطلوبين من القوائم الإرهابية؟
ـــــ نعم هناك أسماء موجودة بالفعل على لوائح الإدارة الأميركية والأمم المتحدة، وهو موضوع طرح في الماضي، والحكومة أخذت موقعها وسنعمل كل ما في وسعنا لمساعدة هؤلاء، بما في ذلك جماعات المعارضة. لكن هذا فقط إذا كان هناك سلام، وإذا انضموا إلى المصالحة. السلام يأتي أولاً، ويجب أن يثبتوا ويبرهنوا للعالم أنهم دعاة سلام، ثم سنتحرك باتجاه أميركا والأمم المتحدة لإزالة أسمائهم من على تلك القوائم.


ينحدر وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر من إقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن الدولة الصومالية عام 1991 أثناء الحرب الأهليّة. عمل في السابق رجل أعمال وأدار مصنع شركة «كوكا كولا» الأميركية في مقديشو، قبل انضمامه إلى الحكومة الصومالية الحالية.