حاول رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو احتواء الاستياء في أوساط حزبه جرّاء تقلّص أعداد الحقائب الوزارية الباقية، بتأكيد حاجة إسرائيل إلى الوحدة التي تفرض التوصل إلى حلول وسط
علي حيدر
برّر رئيس الحكومة المكلّف بنيامين نتنياهو سخاءه على شركائه بالحقائب الوزارية، خلال جلسة لكتلة «الليكود»، أمس، بأن «حاجة شعب إسرائيل إلى حكومة واسعة وقوية ومسؤولة تقوده في البحر الهائج الذي ينتظرنا في الفترة المقبلة، مثل حاجته إلى الهواء للتنفس»، وبأن «الوحدة تتطلب التوصل إلى حلول وسط تفرض على كتلتنا أن تدفع ثمناً فعلياً».
وأضاف «بيبي»، موجّهاً كلامه إلى أعضاء الكتلة، أنه على ضوء التقلّص في عدد الحقائب المتوقعة «نحن نأمل أن تستكملوا في الأيام المقبلة، على الأكثر، المهمة الائتلافية، وبعد ذلك سآتي لأتحدث معكم». ووصف موقف أعضاء كتلته بأنه أكثر أهمية من مواقف الآخرين، معتبراً أنهم «يظهرون مسؤولية شخصية ووطنية ومستوى عالياً من الضبط والرشد غير معروفين في الحياة السياسية الإسرائيلية».
وهنّأ نتنياهو حزب «العمل» على تصويت مؤتمره لمصلحة الانضمام إلى الحكومة، ووصف موقفه بأنه «خطوة وطنية مهمة»، معتبراً أنه «أسهم مساهمة فعلية بتأليف حكومة مستقرة وقوية، تعطي تعبيراً عن الوحدة الواسعة القائمة اليوم في الشعب». وأعرب عن أمله أن يستكمل في الأيام المقبلة عملية تأليف الحكومة وتقديمها أمام الكنيست، الأسبوع المقبل، فيما توقّع مسؤول في «الليكود» أن يجري التصويت على منح الثقة الاثنين أو الثلاثاء، وبعدها يؤدّي الوزراء اليمين الدستورية.
وفي السياق، أعلن رئيس طاقم المفاوضات عن حزب «الليكود»، جدعون ساعر، أنه قبل اجتماع كتلة حزبه بدقائق، تم التوصل إلى توافق مع كتلة «البيت اليهودي» على بنود الاتفاق الائتلافي بينهما. هذا واتُّفق على توزيع حقيبتي العلوم والثقافة والرياضة بينهما، الأولى «للبيت اليهودي» والثانية «لليكود».
من جهة أخرى، انتقدت رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني، رئيس حزب «العمل» إيهود باراك، على قراره الانضمام إلى حكومة نتنياهو. ورأت أن موقف «العمل» هو «تعبير سياسي بشع» في الحياة السياسية الإسرائيلية، وأنه «من ناحية منطقية ورقمية، هو من ألّف حكومة نتنياهو فعلياً».
وأعربت ليفني، في مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت» عن أسفها لسلوك حزب «العمل» وباراك، والذي وصفته بأنه إشارة إلى انهيار منظومة العلاقات بين الجمهور وممثّليه. ورأت أنّ «من المؤسف ألا يعطي أشخاص، يُفترض أن يتخذوا قرارات في مجالات حساسة، أهمية لكلمتهم».
وأكدت ليفني أنها ليست آسفة على عدم الانضمام إلى حكومة نتنياهو، وبرّرت إصرارها على موقفها بالقول «أنا أعارض ولا أؤمن بالجلوس في حكومة أمثّل فيها على الدوام أقلية، لأنه يتعارض مع من أمثّل، والجمهور سيحاكم». وتوقّعت انضمام أشخاص من حزب «العمل» إلى «كديما».
وهاجمت ليفني الاتفاقات الائتلافية التي وقّع عليها «الليكود»، واتهمت نتنياهو بأنه دفع مليارات الشيكلات لتأليف حكومته في ذروة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بإسرائيل. أما على المستوى السياسي، فأكدت عدم وجود أي بشرى في حكومة نتنياهو، بل هناك بشرى سيّئة من ناحية سلطة القانون.
وعبّرت ليفني عن اعتقادها بأن «كديما» سيحتل مكانه في المعارضة، وسيعمل على استبدال الحكومة، مشددة على أن «قوة كديما تنبع مما يقوم به كديما.. ومن أنّ لدينا طريقاً واضحة، وقيادة لا ترى خلاصة حياتها في الجلوس على الكرسي».