بغداد تثمّن تعاون دمشق أمنيّاً... وطهران ترى أنّ المشكلة مع واشنطن «معقّدة»بغداد ــ الأخبار
كشف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، من بغداد أمس، عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لإنجاح مهمة الرئيس باراك أوباما بسحب قواته من العراق، عبر الأراضي السورية، إذا كانت فيها مصلحة للعراق.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، إن سوريا «على استعداد للمساعدة بانسحاب القوات الأميركية من العراق عبر أراضيها، على الرغم من أن واشنطن لم تطلب منا ذلك». وأضاف «إننا جئنا لنقل تهاني الرئيس بشار الأسد بنجاح الانتخابات المحلية (التي جرت في كانون الثاني الماضي)، وبالتطور الأمني الحاصل في العراق». وأعرب عن ارتياح قيادته «للوضع السياسي في العراق وللانتخابات، ونأمل أن تتواصل الجهود للمصالحة الوطنية».
وعما أُشيع عن دور محتمل لدمشق في «المصالحة الوطنية» العراقية، أشار المعلم إلى أن القيادة السورية «لا تحمل أي مقترحات محددة بشأن المصالحة، لكنها مستعدة لتقديم المساعدة لتحقيق هذا الهدف».
وأطلع المعلم المسؤولين العراقيين على «نتائج القمة العربية المصغّرة التي جرت في الرياض أخيراً، وتحضيرات قمة الدوحة». ولفت، رداً على سؤال حول خط أنابيب كركوك ـــــ بانياس، إلى أنه «لا توجد عقبات سورية بشأن التعاقد لتشغيل الخط، وهناك اتفاق مع شركة روسية لإعادة تشغيله، إلا أنها ما تزال مترددة، لكن الإرادة السياسية موجودة».
يُشار إلى أن البلدين اتفقا في كانون الأول 2007 على إعادة تأهيل الخط، لكن الأعمال لم تبدأ حتى اليوم.
بدوره، ثمّن زيباري «تجاوب الحكومة السورية مع الدعوات العراقية لتثبيت الأمن والاستقرار في العراق»، مظهراً تفهّماً لاستضافة دمشق «بعض التحركات لمعارضين عراقيين، لأننا في بلد ديموقراطي». وقال زيباري «حدث تطور جيد في العلاقة العراقية ـــــ السورية قياساً بالسنوات الماضية بسبب استجابة سوريا لمطالبات عراقية بتثبيت الأمن والاستقرار، والتعاون الأمني أصبح أفضل بكثير خلال الفترة الماضية».
وفي السياق، أكد رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، عقب لقائه ضيفه السوري، أن حكومته لا تريد أن يُعقد مؤتمر حول العراق «لأنه (العراق) حاضر وفعال وله حجم كبير في الساحة العربية والمنطقة ويشارك في اتخاذ القرارات التي لا نريدها أن تنحصر بيد دولة معينة».
في هذا الوقت، كان العراق يستقبل ضيفاً آخر رفيع المستوى، هو رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني الذي رأى، بعد لقاء المرجع الديني السيد علي السيستاني في النجف، أنّ «البعض يحاول تفجير الأوضاع في العراق، لأنه لا يتحمل رؤية العراق صاحب الثروة الكبيرة والديموقراطية والإمكانات الكبيرة التي لديه، أن يكون دولة قوية ذات سيادة ومقتدراً».
وعن رؤيته لمرحلة ما بعد احتلال بلاد الرافدين، أشار لاريجاني إلى أنّ العراقيين «تعرّضوا للظلم لسنوات طويلة في عهد (الرئيس الراحل) صدام (حسين)، وكان على الأميركيين أن يوجدوا فضاءً للحرية لا أن يأخذوا دور صدام في العراق، والآن العلاقات بين العراق وإيران جيدة، وعلى مستوى عال في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية».
وعن العلاقات الأميركية ـــــ الإيرانية بعد تصريحات أوباما الأخيرة، قال لاريجاني «مشكلتنا مع أميركا ليست مشكلة عاطفية حتى يتم رفعها بالتبريك والتهنئة (في إشارة إلى رسالة المعايدة بعيد النوروز)، إذ لا بد من معرفة أن هذه المشكلة معقدة».