علي حيدرغداة إعلان استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، في ظل إصرار مصري على حسم الملف، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنه رغم الجهود التي تبذل لتجديد المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، فإن التقديرات في الجانب الإسرائيلي تشير إلى أن «احتمال التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى وتصديق الحكومة الحالية عليها، قبل أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، ضعيف جداً». وتشير التقديرات إلى أن رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، «سيواصل المحادثات من النقطة التي توقفت فيها».
ويُتوقع أن يجتمع نتنياهو الأسبوع المقبل مع مبعوث رئيس الحكومة، عوفر ديكل، من أجل الوقوف على آخر التطورات بشأن ما آلت إليه المحادثات بشأن صفقة التبادل. وفي السياق، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصادر فلسطينية مقرّبة من مفاوضات تبادل الأسرى، قولها إن «حماس تعارض مبدأ نفي الأسرى الذين رفضت إسرائيل إطلاق سراحهم، وتصرّ على قائمة الـ450 أسيراً الأصلية الذين قُدمت أسماءهم في بداية المفاوضات».
وأفاد مصدر إسرائيلي مطّلع على المفاوضات أن ديكل ورئيس الشاباك، يوفال ديسكين، رفضا الطلب المصري «بتقديم مزيد من التنازلات في قضية الأسرى الفلسطينيين»، وأكدا ضرورة أن «تقدم حماس قائمة أسرى جديدة، فمن دون قائمة أسرى جديدة لن تجرى محادثات بشأن صفقة التبادل». وأشار إلى أن الحركة الإسلامية واقعة «تحت ضغط شديد، في ظل تراجع فعالية الحملة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط».
من جهتها، قالت المصادر الفلسطينية إن «إسرائيل أوضحت أنها منفتحة على سماع اقتراحات جديدة، لكن حماس تصر على قائمتها الأصلية»، معربة عن عدم ثقتها بأن «تعطي المفاوضات ثمارها في فترة رئيس الحكومة إيهود اولمرت، باعتبار أن نتنياهو سيقدّم حكومته في الأسبوع المقبل».
وأعلن مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، أن «إسرائيل عدّلت قائمة لسجناء فلسطينيين قد تطلق سراحهم في مقابل شاليط»، مضيفاً إن «العرض نُقل من خلال وسطاء مصريين إلى حماس». وأوضح أن «إسرائيل تقول الآن إنها مستعدة لإطلاق سراح ثلاثة من كبار قادة حماس كانت قد رفضت الإفراج عنهم في السابق»، مضيفاً إنها «زادت أيضاً عدد الأسرى الفلسطينيين الذين قد تطلق سراحهم شريطة أن يجري بعد ذلك إبعادهم من الأراضي الفلسطينية». ومضى قائلاًَ «لا يمكننا أن نقول إن هذا عرض جيد. هناك فجوة كبيرة بين ما تعرضه إسرائيل وما تريده حماس».
من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري حسني مبارك، خلال مكالمة هاتفية بادر إليها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أول من أمس، أن «مصر تبذل قصارى جهدها من أجل الدفع بالمحادثات بشأن إطلاق سراح شاليط».
وفي هذا السياق، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة أنباء «الشرق الأوسط»، أن «الجهد المصري بشأن صفقة الأسرى لم يتوقف وجرى تكثيفه هذه الأيام من أجل حسم هذه الملف، الذي يؤثر تأثيراً كبيراً وغير مباشر على قضايا أخرى هامة، مثل التهدئة وفك الحصار وإنهاء الإغلاق على الشعب الفلسطيني والحوار».
إلى ذلك، بعث أهالي قتلى إسرائيليين رسالة إلى أولمرت أعربوا فيها عن «معارضتهم إطلاق سراح فلسطينيين متورطين ضمن صفقة تبادل الأسرى»، وادّعو فيها أن إسرائيل «تواصل المفاوضات بطريقة سريّة».
وتجدر الإشارة إلى أن مسؤولاً في مكتب أولمرت كان قد نفى استئناف المحادثات، وقال إن «إسرائيل تنتظر أن تقدّم حماس قائمة جديدة».
وكانت الحركة الإسلامية قد طالبت بإطلاق 1400 أسير فلسطيني، بينهم نحو 450 محكوماً بالسجن لفترات طويلة، في مقابل شاليط.