تتوالى أزمة العلاقات التركية الإسرائيلية فصولاً، وجديدها دعوة تل أبيب أنقرة إلى احترامها وسط خشية من إمكان انعكاس التوتر القائم على العلاقات الأمنية والعسكرية
محمد بدير
دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى «احترام» إسرائيل بعد المشادة الكلامية بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في دافوس في سويسرا بشأن العدوان على غزة.
وقالت ليفني، للإذاعة الرسمية: «لدينا علاقات استراتيجية هامة مع تركيا، لذلك أتوقع منها أن تظهر احتراماً تجاه إسرائيل رغم التظاهرات في الشوارع (في تركيا) والصور القاسية جداً التي عرضت عن غزة». وتابعت: «من الممكن إصلاح كل شيء. يجب التحاور، وضع الأمور على الطاولة، أخذ المصالح المشتركة في الاعتبار، وأيضاً الاختلافات». وشددت على ضرورة «فهم أن حماس كما إيران تمثّلان مشكلة لجميع دول المنطقة».
وأسفت ليفني «لتبدل تموضع» تركيا وهي كانت «البلد الأول الذي وافق على استقبال» وفد من «حماس» بعيد انتصار الحركة في كانون الثاني 2006 على «فتح» في الانتخابات.
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من إمكان تدهور العلاقات مع تركيا وتأثير ذلك على التعاون الأمني والعسكري معها، بما في ذلك صفقات الأسلحة ومستوى التنسيق. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الدوائر المعنية في إسرائيل ستجري قريباً سلسلة مداولات في هذه القضية بمشاركة الجيش ووزارتي الدفاع والخارجية، وسط تقديرات ترى أن الجيش التركي لا يزال يمتلك تأثيراً واسعاً على السياسة التركية وأن العلاقات ستتجاوز الأزمة القائمة.
ونقلت «يديعوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن العلاقة بين الجيشين التركي والإسرائيلي ممتازة، وإن هناك زيارات متبادلة على مستوى الضباط بينهما. وأشارت الصحيفة إلى أن «إسرائيل غاضبة»، لا بسبب توتر الأجواء في دافوس فقط، بل أيضاً بسبب نشر تركيا فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه بيريز بأردوغان. وترى تل أبيب أنّ مضمون الحوار بين الزعيمين ضُخِّم وأن بيريز لم يستخدم كلمة «آسف» فيه.
بدورها، قالت صحيفة «معاريف» إن ما كان يفترض أن يحصل في دافوس هو مصالحة بين تركيا وإسرائيل اتُّفق على حصولها في اتصالات غير رسمية بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، إلا «أننا تلقينا بدلاً من ذلك خروج أردوغان المحبّ للفضائح الذي أضرم النار في شعلة كبيرة اجترفت عناوين رئيسية حول العالم».
وكشفت «معاريف» عن تصريحات قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في مقابلة معها قبل عشرة أيام عن الأزمة مع تركيا، إلا أنها لم تنشرها في حينه. وبحسب الصحيفة، وصف أولمرت أردوغان بأنه «مسلم متشدد، ومن هذه الناحية هو قريب من حماس». وأضاف: «أوضحوا لي أنه شعر بأني لم أشركه بما سيحصل بعدما كنت عنده قبل خمسة أيام من العملية (العسكرية في قطاع غزة) ولم أقل له شيئاً عنها. وقد نقلت له رسالة أخيراً شرحت فيها أني عندما كنت عنده لم أعرف أن حماس ستطلق في الأيام التالية نيراناً مجنونة وكثيفة يومياً. وعليه قررنا شن العملية». وأضاف: «في حينه قلت له إني لا أعلم، ولكن قلت له أيضاً إني حتى لو كنت أعلم لما كان بوسعي أن اكشف له عن ذلك». وكشف عن حركة مبعوثين بين أنقرة وتل أبيب أخيراً.