strong>«حماس» تسلّم القاهرة ردّها اليوم: خطوات سريعة لإعادة بناء المنظمة... وإلامع وصول وفد «حماس» إلى القاهرة لتسليمها الرد النهائي على المبادرة المصرية، ظهر إلى العلن تطوّر لافت مع قيادة مصر والسعودية تحرّكاً عربياً، على خلفية تلويح الحركة الإسلامية بإنشاء مرجعية بديلة من منظمة التحرير. تحرّك يهدف إلى تحجيم النفوذ الإيراني، ويسعى إلى تعاون تركي

القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بعد تلويح رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بإنشاء مرجعية فلسطينية بديلة من منظمة التحرير، بدأت مصر والسعودية تحركاً عربياً نشطاً بالتنسيق مع عواصم عربية أخرى، لإقناع الحركة الإسلامية بالتخلّي عن هذه الفكرة.
وعلمت «الأخبار» أن المشاركة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الاجتماع الذي عقده الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تأتي تعبيراً عن كون «السعودية تنظر جدّياً إلى تصريحات مشعل».
وقالت مصادر مطّلعة إن «السعودية قلقة، وتعتقد أن هدف مشعل شقّ المنظمة الفلسطينية وتوسيع هوّة الخلافات»، مشيرة إلى أن «القلق الأكبر يكمن في معلومات عن أن إيران تقف وراء تهديدات مشعل، وخصوصاً أن لديه عدداً من المنظمات الفلسطينية المؤيدة له في العاصمة السورية دمشق، ودعماً مالياً وسياسياً من إيران وسوريا، وبالتالي فإن فرصة إنشاء قيادة بديلة للمنظمة هي أمر ممكن للغاية».
وشددت المصادر على أن «السعودية تقود تحركات عربية لتنسيق المواقف وعزل إيران ونفوذها، وبلورة موقف عربي موسّع ضد التمدّد الإيراني في القضية الفلسطينية». ولفتت إلى أن الهدف الأساسي هو «إنشاء شبه جدار حماية أو تحالف غير مرئي مالي وسياسي من دول لديها خلافات مع إيران مثل الإمارات».
ويبدو أن اجتماع وزراء خارجية بعض الدول العربية، الذي رُتّب على عجل اليوم في أبو ظبي، مخصّص لهذه الغاية، ولا سيما أن الفيصل ونظيره المصري أحمد أبو الغيط توجّها فجأة أمس من القاهرة إلى العاصمة الإماراتية.
وذكرت قناة «العربية» من جهتها أن الاجتماع ستتمثّل فيه إلى جانب السعودية ومصر كلّ من الإمارات والأردن والكويت وتونس والمغرب، فيما قال مصدر دبلوماسي إن «عشر دول قد تشارك في اجتماع أبو ظبي».
وإضافة إلى هذه الدول، ترغب السعودية في إقحام تركيا، الدولة ذات النفوذ، في الحلف المواجه لإيران، وذلك من خلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غول اليوم إلى الرياض، بهدف دعم العلاقات التجارية. ويرى دبلوماسيون أن السعودية تأمل أن تقرّبها الزيارة من إنشاء حلف استراتيجي مع تركيا لمواجهة النفوذ الإيراني. وقال غول، في تصريحات نشرتها صحف سعودية أمس، إنه «لو لم تترك دول عربية فراغاً في قضايا تمس الشرق الأوسط، مثل لبنان والأراضي الفلسطينية، لما حصلت إيران على هذا النفوذ الكبير للغايةبدوره، جدّد أحمد أبو الغيط اتهامه إيران بأنها تنفذ «خطة متكاملة للنيل من مصر ودورها في الشرق الأوسط، من خلال نفوذها في الدول العربية واستثمارها أموالاً كثيرة فيها»، مؤكداً أن «مصر تمكّنت من سحب البساط من تحت كل من شكّك في دورها الوطني، وهي قادرة على الإمساك بخيوط اللعبة».
وقال أبو الغيط، في حوار بثته قناة «فلسطين» الفضائية، إن «إيران تريد الوقوف أمام الضغوط الغربية بشأن برنامجها النووي، لتقول إن لديها بطاقات في المنطقة متمثّلة في حماس وحزب الله، يمكن استخدامها ضد إسرائيل في أي لحظة». وأكد أن «مصر لن تقع في الفخ».
في السياق، قال ممثّل «حماس» في لبنان أسامة حمدان إن حركته تريد «خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية فوراً»، متهماً «عباس بتعطيل عملية إعادة بناء المنظمة». وأضاف أنه «قبل الحديث عن أي مصالحة فلسطينية، لا بد من الحديث عن خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير فوراً».
ورأى حمدان أنه «هناك مسؤولية على الجانب المصري الذي لم يضغط لتنفيذ اتفاق القاهرة في عام 2005»، مهدّداً بأنه «إذا لم ينفّذ ما اتفقنا عليه، فسنتصرف وفق ما تقتضية المصلحة الوطنية الفلسطينية».
من جهته، أعلن القيادي في «حماس» محمد نزّال أن «حماس لن تضغط لإجراء محادثات للمصالحة الفلسطينية إذا أصرّ عباس على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني»، متهماً «عباس بالوقوف إلى جانب إسرائيل خلال غزوها الأخير لغزة، وبالسعي للعودة على دبابات إسرائيلية لحكم القطاع».
في هذا الوقت، وصل وفد «حماس» إلى القاهرة، أمس، لتسليم رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، اليوم، ردّ الحركة على المبادرة المصرية. واستبق الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم وصول وفدها إلى القاهرة بقوله «إن «حماس مع تهدئة لمدة عام. أما عام ونصف، فهي قابلة للتباحث والنقاش شرط فكّ كامل للحصار وفتح كل المعابر».