strong>باراك وليفني لا يمانعان المشاركة في حكومة تضمّ «إسرائيل بيتنا»قفز السجال السياسي الإسرائيلي إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، وبدأ التجاذب في شأن إمكان تسليم رئيس كتلة «إسرائيل بيتنا»، اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، حقيبة الدفاع في حكومة قد يرأسها بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أنه سيعيّنه، إذا فاز، على رأس «وزارة مهمّة» لم يحدّدها

علي حيدر
أعلن رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، أمس، أنه إذا انتخب رئيساً للحكومة المقبلة بعد انتخابات العاشر من الشهر الجاري، فإنه سيضم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف الذي يقوده أفيغدور ليبرمان إلى ائتلافه الحكومي، وسيسند إليه «منصباً وزارياً مهماً».
وأوضح نتنياهو أنه ينوي «تأليف حكومة بالتوجّه أوّلاً إلى شركائنا التقليديين في المعسكر القومي، وبينهم إسرائيل بيتنا». لكنّ صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عنه قوله، في محادثات مغلقة، إن ليبرمان لن يكون في إحدى الوزارات الثلاث الكبرى، الدفاع أو الخارجية أو المال.
في المقابل، رفض وزير الدفاع إيهود باراك التعهّد بعدم الانضمام إلى حكومة يشارك فيها ليبرمان، رغم الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها من أقطاب حزبه، الذين يدفعونه لاتخاذ موقف علني متشدد يرفض التعاون مع ليبرمان. ورداً على سؤال عن هذا الشأن، قال إنّه لن ينضم إلى حكومة «لا تناسبنا خطوطها الأساسية»، من دون أن يحدّد ليبرمان بالاسم.
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن باراك إشارته إلى أنه إذا تألّفت حكومة يسار وسط، فلن يعارض إشراك ليبرمان فيها، «على أساس خطوطها الأساسية التي يحددها العمل». وأضاف للصحيفة نفسها أن «ليبرمان صعب المراس، لكنني لا أستبعد أن أكون معه في حكومة واحدة».
وخلال افتتاح جلسة لـ«العمل»، قال رئيسه «نحن القوة الوحيدة القادرة على وقف اليمين»، في إشارة إلى عجز كل من «ميرتس» اليساري و«كديما» الوسطي عن القيام بهذه المهمة.
من جهة أخرى، لم تستبعد رئيسة «كديما» تسيبي ليفني خيار ضمّ ليبرمان إلى حكومة قد ترأسها، «بشرط أن يكون ذلك على قاعدة الخطوط الأساسية لحكومتها».
في المقابل، كشف مصدر رفيع المستوى في الهيئة القيادية للحملة الانتخابية لدى ليبرمان، في حديث مع «يديعوت أحرونوت»، أن ليبرمان «سيفكر بعد الانتخابات بالمطالبة بحقيبة الدفاع، بناءً على عدد المقاعد التي سيحصل عليها».
ولفت المسؤول إلى أنّ ليبرمان سيصرّ على وزارة الدفاع، «إذا منح الناخبون إسرائيل بيتنا حوالى 20 مقعداً»، معتبراً أنه في هذه الحالة «يصبح لديه شرعية لتقلّد المنصب».
غير أنّ ليبرمان امتنع عن التطرّق إلى هذا الموضوع علناً، رغم تأكيد مقرّبين منه أنّ المفضّل لديه الحصول على حقيبة الدفاع في حكومة برئاسة نتنياهو. ونقلت الصحيفة نفسها عن أحد المسؤولين البارزين في حملة حزب ليبرمان قوله إنه إذا كان «هدفك أن تكون رئيساً للوزراء بعد بضع سنوات، فعليك أن تمر من وزارة الدفاع ومراكمة تجربة أمنية».
وفي النقاش المستمر في نوع الحقائب الوزارية، أكّد مصدر مسؤول في الحزب المتطرّف أن ليبرمان سيطالب بحقائب في الحكومة «تتناسب مع الحجم النسبي لكتلته»، وأنه «إذا حصل الحزب على مقاعد أكثر من حزب العمل، وأعطى بيبي (نتنياهو) حقيبة الدفاع لباراك وعُرضت علينا حقيبة الاستيعاب، فلن نشارك في الائتلاف». ورأى القيادي السابق في «الليكود»، والمرشح الثاني في كتلة «إسرائيل بيتنا»، عوزي لانداو، أنّ ليبرمان هو المرشح الأفضل لمنصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، مختصراً رأيه بالقول «هو جدير بأن يكون وزيراً للدفاع. وهو أفضل من باراك. لا مجال للمقارنة. لدى ليبرمان فهم استراتيجي».
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحتلّ «إسرائيل بيتنا» المرتبة الثالثة بعد «الليكود» و«كديما»، عبر تحقيقه اختراقاً غير مسبوق بفوزه بحوالى 19 مقعداً من أصل 120 مقعداً هي مجموع عدد أعضاء الكنيست، فيما يملك حالياً 11 مقعداً.

(الأخبار)