من مدرّب كاراتيه إلى رئاسة حركة الشبيبة الدرزية إلى الكنيست الإسرائيلي. إنه حمد عمار الفائز عن حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان. الفوز واحد من المفاجآت الكثيرة غير المتوقعة بسام القنطار
يستقبل الكنيست الإسرائيلي العضو البرلماني العربي الجديد عن حزب «إسرائيل بيتنا»، حمد عمار، الذي يعتبر فوزه في الانتخابات، بعدما كان مصنّفاً في المرتبة الثانية عشرة على قائمة هذا الحزب، وحصوله على أعلى نسبة أصوات بين المرشحين العرب، مفاجأة غير متوقعة. ويصنّف هذا الشاب الدرزي، البالغ ثمانية وثلاثين عاماً، بأنه من أكثر المقرّبين إلى زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان، بعدما جمعتهما رياضة الكاراتيه. واستطاع من خلال «حركة الشبيبة الدرزية»، التي أسّسها عام 2001، وتهدف إلى «تنمية الوعي الدرزي الإسرائيلي داخل الشباب»، وتعمل على تشجيع ودعم فكرة الخدمة الإلزامية للدروز في جيش الاحتلال، وتتبنّى عائلات القتلى الدروز في صفوف الجيش، استطاع أن يجنّد المئات من أعضاء جمعيته لحملته الانتخابية.
وبالعودة إلى النتائج الانتخابية، يتبيّن أن عمار حصد 6323 صوتاً درزياً، بدءاً بقريته شفا عمرو التي نال فيها 1483 صوتاً. وقد حصل في قرية «بيت جن» على 14.92 في المئة من أصل 689 صوتاً، وفي «كسر سميع» على 17.52 في المئة من أصل 471 صوتاً، وفي «يانوح جث» على 14.76 في المئة من أصل 295 صوتاً، وفي «يركا» على 20.90 في المئة من أصل 1058 صوتاً، وفي «البقيعة» على 25.07 في المئة من أصل 540 صوتاً، وفي «ساجور» على 20.94 في المئة من أصل 264 صوتاً، وفي «دالية الكرمل عسفيا» على 5.86 من أصل 477 صوتاً. وقد تفوّق بذلك على جميع الأحزاب العربية، ونجح في استقطاب العدد الأكبر من أصوات الدروز لمصلحة حزب «إسرائيل بيتنا»، عبر سلسلة من الوعود والإغراءات بالوظائف والمناصب في المكاتب الحكومية، فضلاً عن الارتكاز على العصبية الطائفية، وخصوصاً الدرزية، وذلك على الرغم من تبنّي برنامج الحزب طرد فلسطينيي 48 من إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» عمدت أمس إلى تضخيم حجم مشاركة السوريين في هضبة الجولان في الانتخابات، من خلال إبراز نسبة الأصوات التي حصل عليها عمار في المنطقة. ونشرت دائرة الإحصاء الإسرائيلي نتائج الانتخابات التي شارك فيها هؤلاء عبر الاقتراع في مستوطنة الروم ومستوطنات إسرائيلية أخرى. وأظهر تصويت 486 شخصاً من أصل 809 أشخاص من أصحاب حق الاقتراع في القرى الدرزية في الجولان، إضافةً إلى 1193 من أبناء قرية الغجر، حيازة حزب «إسرائيل بيتنا» على أعلى نسبة من هذه الأصوات يليه حزب «شاس». إلا أن فعاليات الجولان الوطنية أبلغت «الأخبار» أنها أرسلت توضيحاً إلى الصحيفة يؤكد وجود مغالطات في ما نشرته بشأن أعداد المصوّتين، لكنها رفضت نشره. وفي الإطار، انتقد الناشط السياسي، د. علي أبو عواد، الذين أدلوا بأصواتهم، قائلاً إنّ «أولئك المصوّتين خارجون عن مجتمعهم، ولا يمثّلون أهالي الجولان وآراءهم ومبادئهم».