بغداد ـــ الأخبارأمام برودة التطورات السياسية في العراق، طغى مسلسل العنف الدموي الذي يضرب البلاد هذه الأيام. وسجّل يوم أمس، وقوع مجزرة هي من الأعنف منذ فترة، راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلاً و80 جريحاً. والقتلى والجرحى كانوا ينوون إحياء مناسبة أربعينية الإمام الحسين، قبل أن تفجّر انتحارية نفسها بينهم، بواسطة حزام ناسف في بلدة الإسكندرية جنوبي بغداد، كانوا في طريقهم إلى كربلاء.
وجزم المتحدث باسم وزارة الداخلية، عبد الكريم خلف، أن المجزرة ارتكبتها انتحارية وسط الجموع، في المكان المخصص للزائرات، لذلك فإنّ معظم الضحايا من النساء وأطفالهنّ.
وهجوم يوم أمس، هو الرابع الذي يتعرض له الزوار الشيعة منذ السبت الماضي، حين بدأت الوفود تتجه إلى كربلاء من مختلف مناطق العراق.
يُذكَر أنّ السلطات العراقية اعتقلت قبل أيام، امرأة تُدعى سميرة أحمد، وتُعرَف باسم «أم المؤمنين»، تولّت إعداد ما لا يقل عن ثمانين انتحارية نفّذت 28 منهنّ عمليات أدت إلى سقوط مئات الأشخاص بين قتلى وجرحى.
في هذا الوقت، دعا زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، في بيان له أمس، إلى تغيير رئاسة «الائتلاف العراقي الموحد»، وتغيير اسمه إلى «الائتلاف العراقي الوطني الموحد»، كما طالب بإطلاق سراح الصحافي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس جورج بوش بحذائيه.
ورأى الصدر أن «فشل سياسات الائتلاف، وسوء إدارته، والتفرد بقراراته، وميوله الطائفية، وعدم نزوله مع معاناة الشعب، أدّت بالعراق إلى الهاوية الأمنية والسياسية»، مشيراً إلى أن «تلك الأسباب أفرزت انسحاب القوى الإسلامية والوطنية منه». وأضاف الصدر، في بيانه له، إنه «إذا كانت هناك نية لإصلاح السياسات وتعديل المسار ووضع ضوابط وأنظمة جديدة لا طائفية ولا عرقية ولا فئوية ولا حزبية، وتغيير الرئاسة لتكون للأصلح والأكفأ، وإلغاء الميول والتقسيمات الطائفية، وإدخال جميع القوى السياسية، وأن لا تكون حكراً على جهة أو عقيدة معينة، فإننا مع هذه الفكرة».
وفي تبرير لدعوته إلى إقامة ائتلافات سياسية أو تحالفات سياسية في المرحلة المقبلة، قال الصدر إن «قلوب العراقيين ما عادت تحتمل قلة الخدمات وكثرة الاختلافات».
على صعيد آخر، طالب الزعيم الصدري القضاء والحكومة العراقيين، «بإطلاق سراح الصحافي منتظر الزيدي»، واصفاً عدم تنفيذ ذلك، بأنه «وصمة عار في جبين» الحكومة.
وفي بيانه نفسه، الذي تلي على المصلين في النجف، رأى الصدر أنه «بعد زوال كبير الشر بوش، أجدّد دعوتي ومطالبتي للإفراج الفوري عن الزيدي».
وفي حديثه عن تصرف الزيدي، رأى الصدر أنه «يجسد إحدى صور المقاومة الوطنية المعبرة عن رأي وشعور العراقيين الذين يعانون وجود المحتل على أرضهم وسيطرته على ثرواتهم».
إلى ذلك، واصل وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، جولته الايرانية. وزار، أمس، المرجع السيد علي السيستاني في النجف، حيث لم يصدر عن الجانبين أي تصريحات. وكان متكي قد وصل إلى مطار المدينة آتياً من كردستان العراق.
كما زار الضيف الإيراني ضريح الإمام علي بن أبي طالب، لكنه رفض أيضاً الإدلاء بأي تصريحات صحافية، واصفاً زيارته إلى النجف بأنها «خاصة».
وسبق لقاء السيستاني ــ متكي، اجتماع استضافه المرجع الديني مع وزير الخارجية الإيراني الأسبق، علي أكبر ولايتي، الذي يشغل حالياً منصب مستشار مرشد الثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي.