يستمر التراجع في بورصة بيروت منذ أن سجلت أعلى نسبة تداول في مطلع حزيران الماضي، إذ تجاوز مؤشر «بلوم» ألفي نقطة، فقد تراجع إلى ما دون المستوى الأدنى المسجّل في 2008 وبلغ 1093 نقطة منذ أسبوعين، ثم عاد وتحسّن في نهاية الأسبوع الماضي إلى 1101 نقطة. إلا أن التقديرات تشير إلى استمرار هذا التراجع في الأسابيع المقبلة على الأقل لأسباب خارجية بالدرجة الأولى ومحليّة بشكل ثانوي.ففي الواقع تعكس هذه المعدلات المتدنية تأثّر التداولات في بورصة بيروت بتداعيات الأزمة المالية العالمية التي تحوّلت إلى «كساد عظيم» ثانٍ يطبق على أكبر الاقتصادات وأصغرها في العالم، فعلى الرغم من التحسّن الطفيف في مؤشر «بلوم» لبورصة بيروت في نهاية الأسبوع الماضي إلا أن حجم التداولات وقيمتها تراجعا على أساس أسبوعي، أي منذ أسوأ أسبوع في بورصة بيروت حتى الإقفال الأخير، بنسب تبلغ 72.49 في المئة و70.25 في المئة على التوالي. وبالتالي باتت الأسهم المدرجة في بورصة بيروت هشّة، تظهر من خلال صغر حجم الأسهم المتداولة وتأثيرها السريع في انخفاض الأسعار، ففي الأسابيع الأخيرة تبيّن أن تداول أقل من ألف سهم يؤدي إلى تراجع سعر السهم، مما يعكس تهافت المستثمرين الخارجيين والمحليين على البيع.
وقد شهدت بورصة بيروت، في هذا الإطار، حالة خارجة عن مضمون ما يشاع بأن قطاع المؤسسات المالية صار مرغوباً أكثر لأنه كان محصّناً تجاه الأزمات، ولا سيما الأزمة المالية العالمية، فالواقع، وفقاً لما يتداول به وسطاء البورصة في بيروت، أن عرض الأسهم لبيعها بأسعار مخفضة دفع الطلب إلى فترة انتظار تدني الأسعار كثيراً يتوقع استمراريته في الأسابيع المقبلة، وخصوصاً أن بعض هؤلاء هم من المستثمرين المحليين الذين عانوا من خسائر ماليّة كبيرة أخيراً.
(الأخبار)