أعادت المملكة العربية السعودية، أول من أمس، هيكلة مؤسساتها على الصُعد الوزارية والقضائية والمالية، فيما شهدت سابقة لجهة تعيين امرأة للمرة الأولى في منصب متقدّم، نائبة لوزير التربية والتعليم. وبموجب التعديل الأول في عهد الملك عبد الله، تقرّر تعيين وزراء جدد للعدل والتربية والإعلام والصحة، فيما بقيت الوزارات السيادية (الدفاع والداخلية والخارجية) على حالها.
وأفادت وسائل الإعلام السعودية، بأن الملك السعودي عيّن سفير بلاده لدى لبنان، عبد العزيز الخوجة، وزيراً للثقافة والإعلام ليحلّ محل إياد مدني. كذلك، عيّن عبد العزيز الهيمان، رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثاني أكبر رجل دين في المملكة، خلفاً لإبراهيم الغيث.
أمّا القرار اللافت في هذه التعيينات، فيتمثل بتعيين نورة الفايز، نائبةً لوزير التربية لشؤون البنات، في حدث غير مسبوق في السعودية، التي لا يمكن للمرأة فيها السفر أو العمل أو الزواج من دون موافقة «محرم» ذكر من أسرتها.
في المقابل، أقال الملك السعودي، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ إبراهيم الغيث من منصبه، وعيّن بدلاً منه الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين.
وأعفي رئيس هيئة حقوق الإنسان الحالي تركي السديري من منصبه، وعيّن بندر العيبان رئيساً جديداً للهيئة بدلاً منه.
كذلك، أعاد الملك تشكيل هيئة كبار العلماء وتوسيعها لتشمل 21 عضواً برئاسة المفتي الحالي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.
وقال عضو مجلس الشورى السعودي، محمد آل زلفة، لوكالة «فرانس برس» إن هذه التغييرات تشكل «نقطة تحول كبيرة وبداية جديدة في عهد الملك عبد الله. إنه أكبر تغيير يحدث خلال العشرين عاماً الماضية». وتوقّع حصول تغييرات جديدة قريباً، وقال «الناس هنا يتوقعون المزيد من التغييرات».
كذلك، توقع آل زلفة حصول تغيير مهم في وزارة التربية والتعليم عقب تعيين امرأة للمرة الأولى في منصب نائب الوزير لشؤون البنات. وقال «إنه تغيير كبير في مجال التربية. نحن نحتاج بالفعل لمثل هذا التغيير، وأتوقع أن تحقق السيدة الفايز التي عملت سابقاً أكاديمية في معهد الإدارة العامة تغييراً مهماً في الوزارة».
وأشار آل زلفة إلى أن «بعض المسؤولين القدامى قاوموا التغيير. وعلى سبيل المثال هيئة كبار العلماء السابقة كان يهيمن عليها المذهب الحنبلي فقط، أمّا الآن فقد توسّعت لتشمل 21 عضواً من المذاهب (السنية) الأربعة».
وعلى المستوى الاقتصادي، أزاح الملك عبد الله، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي)، حمد سعود السياري، من منصبه وعيّن مكانه نائبه محمد الجاسر.
(أ ف ب، رويترز)