بعدما فتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قبل أيام، أبواب العراق أمام مسؤولي الدول التي لم تشارك في احتلاله، جاء دور زيارة وزير خارجية ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير.وعلى وقع وصول شتاينماير بصورة مفاجئة إلى بغداد صباح أمس، كان رئيس الحكومة نوري المالكي يعلن استعداد قواته لتسلّم مكان الجيش الأميركي لحظة انسحابه، ومرحّباً بالشركات الألمانية للاستثمار في العراق.
وأجرى شتاينماير، أول وزير خارجية ألماني يزور العراق منذ 1987، مباحثات مع المالكي والرئيس جلال الطالباني، قبل لقائه نظيره العراقي هوشيار زيباري.
وكشف رئيس الدبلوماسية الألمانية أنّ برلين تريد أن تسهم في إعادة إعمار العراق، مهنّئاً حكومة المالكي على «تحقيق نجاحات مهمة في إشاعة الاستقرار خلال الأشهر الماضية».
واتجه شتاينماير، الذي رافقه في زيارته وفد من رجال الأعمال الألمان، إلى أربيل، حيث افتُتحت قنصلية ألمانية في إقليم كردستان العراق.
وفي برلين، أعلنت وزارة الاقتصاد، قرب موعد افتتاح مكتب للمعلومات الاقتصادية في بغداد، سيكون له فرع في أربيل، مهمته «تسهيل عمل الشركات الألمانية». كما أشارت شركة «دايملر أي جي» الألمانية لصناعة السيارات، إلى أنها قد تبني مصنعاً لقطع غيار السيارات الثقيلة في العراق.
ونقلت صحيفة «هاندلسبلات» عن دبلوماسي ألماني، أن زيارة شتاينماير «ستمثّل منعطفاً دبلوماسياً بالنسبة إلى برلين، لأنها ترسل إشارة إلى أن الحكومة الألمانية تدعم سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط».
يُذكَر أنه سبق لحكومة المالكي أن وقّعت عقداً مع شركة «سيمنز» الألمانية لبناء 16 وحدة إنتاج كهربائية في خمسة مصانع بطاقة إجمالية من 3200 ميغاواط يفترض أن يجري تركيبها في مختلف أنحاء البلاد بحلول عام 2010.
واستقبل المالكي ضيفه بتصريحات مرحّبة بالعودة الألمانية، نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية على شكل مقابلة معه، قال فيها إنّ حكومته لا تحمل ضغينة تجاه برلين لعدم مشاركتها في اجتياح عام 2003، ومرحّباً بالاستثمارات الألمانية في بلاده.
وعن الانسحاب الأميركي المرتقَب، جزم المالكي بأنّ العراقيين «يستطيعون وحدهم السيطرة على بلدهم بفضل تحسن قدراتهم العسكرية»، مطمئناً إلى أنّ «شيئاً لن يحدث بعد انسحاب» الاحتلال.
(أ ف ب، رويترز)