القاهرة ــ الأخبار«ابحث عن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما»، هذه كانت الإجابة الأولى عن سؤال: لماذا أفرجت السلطات المصرية عن المعارض، أيمن نور، الآن بعد قضائه نحو خمس سنوات في السجن لإدانته في قضية تزوير توكيلات حزبه «الغد».
صدر قرار الإفراج، أمس، فجأةً وبتوقيع من النائب العام المستشار، عبد المجيد محمود، لأسباب صحية. نُشر الخبر أوّلاً في وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت عن مصدر قضائي طلب عدم الإفصاح عن هويته أنّ «المدّعي العام قرّر إطلاق سراح نور لأسباب صحية»، فيما أشار مصدر أمني إلى أنّ نور (44 عاماً) الذي يعاني من مرض السكّري، كان في منزله الكائن في القاهرة مع زوجته، جميلة، التي خاضت معركة شرسة ضدّ النظام لإطلاق سراحه.
وبعد قليل أكّدت هيئة الإذاعة البريطانية صحة الخبر، فيما غرقت أجهزة الإعلام المصرية في صمتها، إلى أن أعلنت جميلة إسماعيل، أنّ زوجها أُفرج عنه لأسباب صحية.
توقيت الإفراج مفاجئ، ولا سيما بعد رفض التماسات سابقة، ونداءات وجّهتها عائلة أيمن نور ومنظمات حقوقية وسياسية مختلفة، حتى بدا الأمر وكأنّ إبقاء نور مسجوناً هو نوع من العناد الشخصي، وخصوصاً أنّه قد مرّت مناسبات عدّة يُفرج فيها عادة عن المسجونين في مواسم وأعياد دينية وسياسية، ونور يقبع في سجنه.
وبحثاً عن سرّ التوقيت، ربط مراقبون بين صدور القرار وافتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» يوم الأحد الماضي، التي كشفت أنّ الرئيس المصري، حسني مبارك، طلب مقابلة أوباما، متصوّراً أنّه يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة علاقته التي كانت جيدة بالبيت الأبيض قبل أن يسود الفتور بينه وبين الرئيس السابق، جورج بوش.
وقالت الصحيفة إن «السيد أوباما لا يريد أن يرفض علناً زيارة الرئيس المصري، ولكن في الوقت نفسه من المهم ألا يمنح الرئيس مبارك دعوة غير مشروطة، لأنّ الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والكثير من العرب الذين يعملون من أجل التغيير الديموقراطي في بلدانهم، سيراقبون الموقف لمعرفة ما إذا كان مبارك سيحصل على حرية المرور إلى واشنطن».
وبحسب الصحيفة أنّه إذا التقى مبارك أوباما من دون ضمانات، فإنّها ستكون رسالة من الإدارة الجديدة مفادها أنّها «ستعيد السياسة الأميركية القديمة في دعم الحكام العرب المستبدّين، مقابل مساعدتهم واشنطن في تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وهذه الرسالة من شأنها إلحاق الضرر بخطط أوباما لاستعادة هيبة الولايات المتحدة ومصداقيتها، وخصوصاً في ظلّ غضب ملايين العلمانيين العرب من فساد حكامهم المستبدّين».
ونصحت الصحيفة مبارك بإسقاط تهم الخيانة عن المعارض المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم والإفراج عن أيمن نور، عندها سيلقى مبارك الترحيب في البيت الأبيض».
يُثير التزامن بين نصائح «واشنطن بوست» وصدور قرار «الإفراج الصحي» عن أيمن نور، الذي حصل على المرتبة الثانية بعد مبارك في انتخابات الرئاسية الأخيرة عام ٢٠٠٥، الدهشة.
ويرى مراقبون أنّ الإفراج هو مبادرة مبارك تجاه إدارة أوباما التي تأتي في ظلّ مبادرات أخرى للأنظمة العربية الصديقة للولايات المتحدة، بدأتها السعودية الأسبوع الماضي بتغييرات في الحكم أدخلت فيها المرأة في التشكيلة الحكومية الجديدة التي طالت أيضاً هيئة كبار العلماء.