Strong>لا يمكن فصل الاشتباكات التي شهدتها المدينة المنورة أخيراً، عن التوترات السياسية بين إيران وبعض الدول العربية، ولا سيما أن شبهة الطائفية تعتري تلك الصداماتاعتقلت السلطات السعودية، أول من أمس، تسعة أشخاص عقب مشاجرة وقعت في ساحة المسجد النبوي في المدينة المنورة بين الشرطة الدينية «المطاوعة» وزوار معظمهم من الشيعة.
وقال أحد الناشطين الشيعة في المملكة، جعفر الشايب، إن «الاشتباكات وقعت بين زوار شيعة أتوا لإحياء ذكرى وفاة النبي محمد في الحرم النبوي، وقوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة». وأضاف: «سعى رجال الهيئة، مدعومين برجال شرطة في زي مدني، لتفريق الحشد الذي ضم حوالى 1500 شخص».
وأشار الشايب إلى أن بعض الزوار أصيبوا بجروح بسبب التدافع بعدما أطلق رجال الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشد، مضيفاً أن سيارات الأسعاف نقلت بعضهم بعيداً. وقال إن بعض المتاجر المملوكة للشيعة تعرضت للهجوم.
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، قال إن «ما حصل عبارة عن مشاجرة بين مجموعة من المصلين والزوار في ساحة المسجد النبوي». وأضاف: «أوقف تسعة أشخاص من المتورطين في افتعال هذه المشاجرة للتحقق من دوافعهم».
وقال مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه، لوكالة «رويترز»، إن سبعة من الزوار الشيعة أصيبوا بجروح نتيجة التدافع ونقلوا إلى مستشفى الملك فهد.
في هذا الوقت، نقلت الصحف عن أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير عبد العزيز بن ماجد، قوله إن «من يأتي الى المسجد النبوي لتأدية مناسكه وفق السُّنّة فهو مخدوم في كل شيء، ومن يفعل ما يتعارض مع السُّنّة ويدخل في متاهات ولا يلتزم بالنظام فلن يسمح له وسيطبق بحقه النظام».
في المقابل، انتقد عالم الدين السعودي، الشيخ حسن الصفّار، تغاضي السلطات إزاء ممارسات هيئة الأمر بالمعروف بحق الشيعة، مطالباً الملك عبد الله بوضع حد لتلك الممارسات.
وطالب الشيخ الصفّار، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، الملك عبد الله «بوضع حد لممارسات التشدد والإهانة التي يواجهها الزائرون الشيعة لمقبرة البقيع في المدينة المنورة من جهات تابعة لمؤسسة دينية رسمية، وكان آخرها التعرض لحشد من نساء من القطيف والأحساء بالإهانة والهتك مساء الجمعة الماضي».
وطالب الشيخ الصفّار بإطلاق المواطنين الموقوفين، ومحاسبة الجهات التي سبّبت ما حدث، وأبدى قلقه من تلفيق التهم لأولئك الموقوفين وتبرئة المعتدين.
(أ ف ب، يو بي آي، مهر)