أثار تولي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، منصبه الجديد، ردود فعل عربية ودولية متنوعة، تخللتها مطالبات من العالمين العربي والإسلامي باتباع سياسات جديدة تجاه قضايا الشرق الأوسط عموماً، والقضية الفلسطينية خصوصاً، بالإضافة إلى العمل على تحسين صورة الولايات المتحدة.وبعث الرئيس المصري، حسني مبارك، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من أوباما، برسالة تهنئة إلى الرئيس الجديد، دعاه فيها إلى أن يعطي «القضية الفلسطينية أولوية عاجلة». وقال فيها: «أؤكد لكم أن هذه المنطقة تتطلع لتعاملكم منذ اليوم الأول لإدارتكم مع القضية الفلسطينية، باعتبارها أولوية عاجلة والمفتاح لحل باقي ما يموج به الشرق الأوسط من أزمات صعبة». وأعرب عن أمله أن «تشهد الفترة المقبلة مرحلة جديدة من التشاور المثمر في ما بيننا في مختلف القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط».
كذلك هنأ الملك الأردني، عبد الله الثاني، أوباما. وأعرب، خلال اتصال تلقاه من الرئيس الجديد، عن تطلعه إلى «العمل معه من أجل حل قضايا المنطقة، وخصوصاً الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين الذي يمثّل السبيل الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، مؤكداً أهمية «الانخراط الأميركي المبكر» في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي السياق نفسه، حثّ وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، الرئيس الأميركي الجديد على تغيير السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عنه قوله «إن طهران تنتظر سياسات عملية من الرئيس الأميركي الجديد قبل إصدار أي حكم بشأن موقفه من إيران». وقال إن أوباما بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتصحيح صورة أميركا السيئة في العالم. ودعاه إلى توظيف مستشارين جدد ليقولوا «الحقيقة» بشأن الشرق الأوسط.
بدوره، رأى الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي، أن رئاسة أوباما تفتح «عصراً جديداً واعداً قائماً على التفهم في العلاقات بين البلدين». أما حركة «طالبان»، فقال المتحدث باسمها، يوسف أحمدي: «لا مشكلة لدينا مع أوباما». وأضاف: «عليه أن يستخلص العبر من سياسة بوش، وقبل ذلك من السوفيات»، وطالبه بسحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وأثار وعد أوباما بفتح فصل جديد في العلاقات الأميركية ـــــ الإسلامية ترحيباً حذراً من قادة العالم الإسلامي. ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أمس، في برقية تهنئة، أوباما إلى دعم قيام حوار فعّال بين الإسلام والغرب. كذلك قال رئيس منظمة «نهضة العلماء» الإندونيسية، نسكوري عبد الله: «من الجيد أن أوباما يريد العثور على «طريق جديد إلى الأمام» مع العالم الإسلامي، لكن عليه قبل ذلك أن يغير السياسة الأميركية بشأن إسرائيل والنزاع الفلسطيني.
أما نائب رئيس «الجماعة الإسلامية» الباكستانية، خورشيد أحمد، فقال: «لدي بعض الأمل، لكن مع مقدار من الحذر». ورأى أنه يجب «على أوباما التخلي كلياً عن سياسة بوش».
وفي أوروبا، أمل رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، في تعزيز «العلاقات الخاصة» بين لندن وواشنطن مع الرئيس الجديد. ووصف أوباما بأنه «رجل عظيم الرؤية». ورأى أن وصوله للرئاسة «فصل جديد في التاريخ الأميركي وتاريخ العالم».
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي «تصميمه على العمل مع أوباما يداً بيد» للتمكن من «تغيير العالم»، و«مواجهة التحديات الهائلة معاً». وفي ألمانيا، تمنت المستشارة الألمانية التوفيق للرئيس الجديد، ورأى وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير، أن «الأمل في إيجاد الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط قد ارتفع بعد تنصيب أوباما».
كذلك عبّرت القارة اللاتينية عن مواقفها، فرأى رئيس البرلمان الكوبي، ريكاردو ألاركون، أن خطاب التنصيب الذي ألقاه أوباما «مهم جداً»، لكنه شكك في حصول تغيير في السياسة الأميركية. وأكدت رئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر، أن خطاب أوباما «إيجابي جداً»، مشيرةً إلى أنه «يؤكد الآمال التي أثارها أوباما».
وعلى الصعيد الآسيوي، عبّرت الصين عن استيائها من خطاب أوباما، مطالبة بحذف المقطع الذي تعرض فيه للشيوعية. وفي اليابان، أكد رئيس وزراء اليابان، تارو اسو، أنه مستعد للعمل «يداً بيد» مع الرئيس الأميركي لإحياء العالم الذي يعاني أزمة الاقتصاد العالمي، ولتحقيق السلام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ .
وفي القارة الأفريقية، دعا الزعيم الجنوب أفريقي، نيلسون مانديلا، أوباما إلى احترام حقوق الإنسان، ووصفه بـ«صوت الأمل الجديد». وأشار إلى أنه في عهد أوباما سيجري التصدي للتحديات التي يواجهها العالم «بروح جديدة من الانفتاح والتوافق». وفي إثيوبيا، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، ملس زيناوي، إن وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض فرصة «نحو السلام
والرخاء».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)