طهران ــ محمد شمصأعلن مستشار الأمن القومي العراقي، موفّق الربيعي، أمس، بعد محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران، تفاهماً يتعلّق باتفاق أمني وسياسي «كبير» بين بغداد وطهران.
ونصح الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال لقائه الربيعي، الحكومة العراقية بالإسراع في بسط الأمن وسلطتها على الأراضي العراقية، وإكمال جهوزيتها لسحب الذرائع من أمام بقاء قوات الاحتلال في العراق.
وأضاف نجاد «صحيح أن أميركا تسير نحو الأفول، وأن العراق والمنطقة أقوى مما كانا عليه قبل سبع سنوات، لكن ينبغي أن نبقى حذرين وألا ننخدع بالتصريحات»، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما. وقال «ثمة مجموعة في أميركا وراء الكواليس لا تزال تسعى للسيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط».
أمّا الربيعي، فقد أشار إلى تأكيد نجاد وقوف إيران إلى جانب الحكومة والشعب العراقيين. كذلك سمع من المسؤولين الإيرانيين تطمينات بأن طهران تدعم بشدة الانتخابات العراقية المقبلة والأهم أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء ومكوّنات الشعب العراقي.
وأشارت مصادر إلى أن أهم أسباب المواجهات المسلّحة التي وقعت بين التيار الصدري والقوات الحكومية في مدينتي الصدر والبصرة العام الماضي، إنما كانت على خلفية تقارير أميركية استطلاعية أشارت حينها إلى تقدّم ملحوظ للتيار الصدري، وبالتالي كانت ستؤثّر على نتائج انتخابات المحافظات التي تؤسس بدورها للانتخابات التشريعية. وبناءً عليه، نصح الأميركيون الحكومة العراقية بالتحرّك للحدّ من تنامي شعبية الصدريين.
الربيعي، الذي كان قد اتّهم إيران بالتدخّل في الشأن العراقي، دخل طهران من بابها العريض، حاملاً بشارة إلى مسؤوليها بإغلاق العراق قاعدة أشرف للمعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق». وبعد لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، أعلن الربيعي أنه تم التفاهم على «تعاون أمني وسياسي واقتصادي كبير» يشمل ضبط الحدود أمام المسلّحين من الطرفين وملاحقة مهرّبي المخدرات. وأكد استعداد العراق ورغبته في إيجاد منظومة أمنية إقليمية إلى جانب إيران لحماية المنطقة.
كذلك طمأن الربيعي المسؤولين الإيرانيين إلى أن الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركيّة لا تهدّد إيران أو أي دولة من دول الجوار، وأن أمن إيران من أمن العراق. وأضاف أن النصف الأول من السنة الحالية سيكون بمثابة الاختبار لنيات الإدارة الاميركية في تطبيق مفاعيل هذه الاتفاقية.
بدوره، أعلن جليلي استعداد إيران لوضع كل تقنياتها وتجاربها في المجال الأمني بتصرّف الحكومة العراقية، وهو جزء من الاتفاق الأمني الذي تم التفاهم بشأنه.