Strong>ميشال يصف «حماس» بالإرهابيّة... وموسى يعلن آليّة عربيّة لإعادة الإعمارشنّ المفوض الأوروبي للتنمية، لوي ميشال، هجوماً عنيفاً على حركة «حماس»، مكرراً وصفها بأنها «حركة إرهابية تتحمل مسؤولية الحرب في غزة»، فيما رفضت الحركة الإسلامية ربط مصير الجندي الإسرائيلي الأسير لديها، جلعاد شاليط، بفتح المعابر وفك الحصار

غزة ــ قيس صفدي
دمشق، القاهرة ــ الأخبار
أعلن القيادي في «حماس»، وعضو وفدها إلى محادثات القاهرة، أيمن طه، أن «حركته ترفض ربط الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، بفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة فتح المعابر»، موضحاً أنها «تدرس اقتراحاً إسرائيليّاً بهدنة مدتها 18 شهراً قابلة للتجديد». وأوضح أن «موضوع شاليط منفصل ويجب أن يكون في إطار أسرى في مقابل إسرى فقط».
وفي ما يتعلق بمعبر رفح، قال طه إن «هذا موضوع معقد وشائك. قدمنا أفكاراً لفتحه بوجود مراقبين أوروبيين وأتراك، ووجود قوات من الأمن الوطني في غزة لفتحه بصفة مؤقتة حتى تؤلّف حكومة وحدة وطنية». وأكد أن «حماس تعطي أولوية كبيرة لإعادة الإعمار، وهي ترفض تسييسه أو استخدامه للابتزاز».
في السياق، بعد انتهاء اجتماع لجنة المتابعة للمؤتمر الوطني الفلسطيني، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، أن «حركته لن تعلن موقفها من تهدئة دائمة أو مؤقتة إلا بعد انتهاء مباحثاتها القائمة حالياً مع الأخوة المصريين». وعن اتصالات «حماس» مع الأوروبيين، أوضح أن «هناك اتصالات مع أطراف أوروبية، ونُحجم في هذه المرحلة عن إعلان تفاصيلها».
من جهته، رأى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة، أحمد جبريل، أن «رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الرئيس السابق»، فيما أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان عبد الله شلّح، أن «المعركة السياسية دخلت مرحلة أكثر تعقيداً، ولا سيما في ما يتعلق بفتح المعابر وفك الحصار وإعادة الإعمار». وقال إن «المقاومة لن تسمح للاحتلال سياسياً بتحقيق ما لم يستطع أن يحققه بالنار، وفي ميدان المعركة»، مضيفاً أن «المعركة على الحصار لم تنته بعد».
في هذا الوقت، وخلال زيارته مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، أمس، شدد المفوض الأوروبي للتنمية، لوي ميشال، أنه «ينبغي التذكير رغم كل شيء، بمسؤولية حماس الساحقة عن الحرب على غزة. وأقول هنا عن قصد إن حماس حركة إرهابية وينبغي التنديد بها بصفتها هذه»، مشيراً إلى أنّ «إطلاق الصواريخ على المدنيين عمل إرهابي». وأضاف: «إذا أردنا أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحريك حوار سياسي يحظى بالحد الأدنى بفرص تحقيق التهدئة والتقدم نحو السلام، فعلى حماس أيضاً أن تقبل بالشرطين الصغيرين اللذين وضعناهما: أولاً حق إسرائيل في الوجود، وثانياً التخلي عن الكفاح المسلح الذي يمثّل البعد الإرهابي لعملها». واستبعد أي «حوار بين الاتحاد الأوروبي وحماس»، قائلاً إن «حماس حركة إرهابية، فوتت فرصة أن تكون محاوراً للأسرة الدولية».
وعلى هامش زيارته، أعلن ميشال عن «مساعدة أوروبية جديدة بقيمة 60 مليون يورو للفلسطينيين»، واصفاً الدمار في قطاع غزة بأنه «أمر فظيع لا يوصف».
وفي ردٍّ من الحكومة المقالة التابعة لـ«حماس» على ميشال، قال المتحدث باسمها طاهر النونو، لـ«الأخبار»، إن هجوم ميشال «وقح لجهة تحميله المقاومة مسؤولية العدوان الصهيوني على قطاع غزة»، لافتاً إلى أن ميشال برأ «الاحتلال الصهيوني من الجرائم البشعة التي ارتكبت بحقّ المدنيين في القطاع».
من جهة أخرى، باشرت «اللجنة الوطنية العليا للإغاثة»، التي ألفتها حكومة «حماس» بمشاركة حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، وسط رفض حركة «فتح» وجبهة اليسار المشاركة فيها، عملها لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى عشرات آلاف الفلسطينيين المتضررين من الحرب على غزة.
وبررت «فتح» عدم مشاركتها في اللجنة، بإصرار «حماس على رئاستها والاستفراد بالقرار والتأثير»، فيما أوضح النونو أن «اللجنة رصدت نحو 35 مليون يورو مخصصة كإغاثة عاجلة للمتضررين من الحرب الإسرائيلية على غزة»، لافتاً إلى أنها شرعت من يومين «في توزيع 4000 يورو على كل مواطن هُدم منزله في شكل كامل، و2000 يورو لكل أسرة دمر منزلها جزئياً، ويكون في وضع غير صالح للسكن، وتوزيع 1000 يورو لكل عائلة شهيد، و500 يورو لكل عائلة جريح». وشدد على أن «هذه المعونة العاجلة لا تعني تعويضاً نهائياً».
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، عن تبرع عدد من الدول العربية بمساعدات مالية كبيرة لدعم صندوق إعادة الإعمار في قطاع غزة. وأوضح أن الهيئة العربية العليا لإعادة إعمار غزة ستتعامل مع الواقع في الأراضي الفلسطينية حيث ستنفذ المشروعات الإعمارية والتنموية في غزة من دون تسليم الأموال لأحد من الأطراف الفلسطينية.