بغداد ــ الأخبارتلقّى جيش الاحتلال الأميركي في العراق أمس خسارة كبيرة هي الأولى من حجمها منذ أشهر، تمثّلت بمقتل 4 من جنوده بعد تحطّم طائرتين عسكريتين في شمال البلاد. واللافت هو أنّ عبارة «حادث غير قتالي» غابت هذه المرة عن البيان العسكري الذي تلاه المتحدث باسم الجيش الأميركي، جوزيه لوبيز، الذي قال: «لقي أربعة من أفراد قوات التحالف حتفهم عندما سقطت طائرتان في شمال العراق حوالى الساعة 2.15 صباحاً» (فجر أمس). وأضاف: «سبب الحادث غير معروف والتحقيقات جارية».
ولم يقدّم المسؤول الأميركي المزيد من التفاصيل، إلا أن لواءً في الشرطة العراقية في محافظة صلاح الدين أشار إلى أنّ تصادماً وقع بين الطائرتين، وهو ما أدّى إلى مقتل الجنود الأربعة.
في هذه الأثناء، كان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، يواصل جولاته الانتخابية من شمال البلاد إلى جنوبها، وطغت على خطاباته الشعارات الداخلية، وما يتعلق بملف انسحاب قوات الاحتلال. ورأى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيسحب قوات بلاده من الميدان العراقي «قبل ثلاث سنوات»، وهو الموعد المنصوص عليه بموجب الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية الموقعة في تشرين الثاني الماضي.
وفي جولته في مدينة بابل الجنوبية، أشار المالكي إلى أن «الانسحاب سيُنفَّذ بسرعة أكبر مما هو متفق عليه». بشارة استكملها رئيس الحكومة بحثّ وزارتي الدفاع والداخلية على تسريع بناء قواتهما لأخذ زمام المبادرة والحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت.
وفي المعركة الداخلية المحتدمة، شنّ المالكي حرباً كلامية على من سماهم «المفسدين الذين عبثوا بالمال العام»، مهدداً إياهم بشنِّ حملة «صولة فرسان» عليهم، وداعياً المواطنين إلى انتخاب المسؤول الذي يخدم العراق والناس، «لا الذين يوزعون الأموال ويأخذون العهد منهم بالقسم».
وقال المالكي، في كلمة في مدينة الديوانية جنوبي بغداد، إن «المفسدين الذين عبثوا بالمال العام، يحتاجون إلى صولة فرسان جديدة من أجل تطهير المؤسسات منهم، وعدم السماح لهم بالتلاعب بثروات العراق، لكي لا ينزف العراق أموالاً في غير مكانها». ولفت إلى أنّه يسعى «إلى تنفيذ النظام الاتحادي وعدم العودة للمركزية الحديدية»، منبهاً من أنّ منح المحافظات والأقاليم صلاحيات، «يجب ألا يؤثر على قوة الدولة المركزية».
وفي ردّ على حكّام إقليم كردستان العراق، انتقد المالكي «من يتحدث عن الشراكة بعيداً عن الدستور»، واصفاً هذا الخطاب بأنه «حديث عن الفوضى وعن شراكة تعطيلية». وعن التزوير الذي يؤكّد أقطاب السياسة العراقية أنه سيحسم المعركة الانتخابية يوم السبت المقبل، تعهّد المالكي أنه سيتابع شخصياً هذا الملف، مبدياً خشيته من أن الحديث عن التزوير «سيكون مبرراً بعد الانتخابات للذين لم يحصلوا على شيء».
إلى ذلك، نفت مستشارية الأمن القومي العراقي أن يكون اتفاق التعاون الذي عقد مع طهران قبل أيام، هو منظومة أمنية إقليمية تربط العراق بإيران. وانتقد بيان لمكتب مستشار الأمن القومي، موفق الربيعي، ما وصفه بـ«تلقف بعض السياسيين هذه الأخبار، وتعليقَهم عليها من دون مراجعة النص، ومن دون محاولة فهمها، واستخدامها لأغراض انتخابية».