المخاطر الماليّة والسياسيّة والأمنيّة لا تزال تحيط بشركة إعادة تطوير وسط بيروت التجاري، «سوليدير»، إذ إنها تتحكم في العرض والطلب على العقارات في منطقة الوسط التجاري، وهذا ما دفع «سيتي غروب» إلى تصنيف الشركة ذات مخاطر مرتفعة. فعلى الرغم من الاستقرار الجاري، فإن «سيتي غروب» لا يمكنها تجاهل النزاع السياسي في لبنان ويمكن التاريخ «أن يعيد نفسه، وعلى أي حال يستحيل تحديد قوة هذه المخاطر وضخامتها ومدى تأثيرها».ومن أبرز المخاطر التي تعانيها «سوليدير»، بحسب «سيتي غروب»، هي تقلّص الاستثمارات في دول مجلس التعاون الخليجي والمغتربين اللبنانيين الذين يمثّلون النسبة الكبرى من الطلب على العقارت في منطقة الوسط التجاري، مما يجعل «سوليدير» والاقتصاد الوطني يتأثّران بالانكماش الاقتصادي في الخليج. كما أن التدفقات المالية للشركة العقارية ستكون انعكاساً لطلبات إعادة جدولة الدفعات المترتبة من بيع عقارات عبر المصارف، «وهذا سيناريو ممكن الحصول مع استمرار الانكماش الاقتصادي العالمي».
ويتوقع «سيتي غروب» أن تتراجع أسعار العقارات في منطقة «سوليدير» في السنة الجارية، بنسبة 30 في المئة عن الأسعار التي كانت عام 2008 مما يعكس تزعزع الأوضاع الاقتصادية بسبب الأزمة المالية العالمية، وهذا الانخفاض مبني على حسابات قيمة الأصول الصافية لا على توقعات العرض والطلب في المستقبل. علماً بأن أكبر مشروع لشركة «سوليدير انترناشيونال» هو مشروع الزوراء في إمارة عجمان في الإمارات العربية المتحدة، ولذلك فإن «سيتي غروب» تشير إلى قلقها على مستقبل المطورين العقاريين في عجمان التي توقفت عن تمويل المشاريع، فضلاً عن مشاكل متصلة بالطلب وقوته المستقبلية، معتبرة أن حكومة عجمان، أي شريك «سوليدير» في «الزوراء»، يجب أن تخفف هذه المخاطر.
(الأخبار)