غزة، القاهرة، دمشق ـ الأخباركشفت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة، لـ«الأخبار» أمس، عن أن «جميع التنظيمات الفلسطينية التي التقاها رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، في القاهرة أخيراً، باستثناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وافقت على مقترح بدء وقف إطلاق النار الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الخامس من شباط المقبل، وبدء حوار ثنائي فلسطيني مصري في القاهرة في 22 من الشهر نفسه». وأوضحت المصادر أن «حماس والجهاد ستردان على التصور المصري خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة». وتوقعت «وصول وفد حماس من العاصمة السورية دمشق، حاملاً معه ملاحظات الحركة الأخيرة على مقترحات القاهرة».
وأكد مسؤول في «حماس»، رفض الكشف عن اسمه، أن «المشكلة الأساسية التي يتوقف عليها إعلان التهدئة ليست الفترة الزمنية وسقفها، بل التزام قوات الاحتلال بفتح المعابر وفك الحصار كلّيّاً وبضمانات دولية»، مشدداً على «رفض الحركة المطالب الإسرائيلية بإنشاء حزام أمني فاصل على طول الحدود مع غزة بمساحة 500 متر، والربط بين التهدئة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط، والتعهد بعدم تهريب السلاح إلى قطاع غزة». وفي ما يتعلق بمعبر رفح، أوضح المسؤول أن «الحركة طالبت بلقاء رباعي في مصر يجمع الأطراف المعنية بتشغيل المعبر».
ومن دمشق، طالبت فصائل المقاومة ولجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني، برعاية «عربية وإسلامية مشتركة للحوار والمصالحة الوطنية». وقالت مصادر فلسطينية، لـ«الأخبار»، إن «الفصائل الفلسطينية لم تعد تثق بالدور المصري المنحاز لمحمود عباس».
وفي ما يتعلق بالحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، كان لحركة «فتح» رأيها، إذ توقع عضو وفد الحركة إلى القاهرة، عزام الأحمد، أن «يبدأ الحوار فلسطينياً ـــــ مصرياً بشكل ثنائي، يسفر عنه حوار وطني شامل في القاهرة في شهر آذار المقبل»، وخصوصاً بعد تشديد «حماس» على أنها لن تشارك في حوار ما لم يطلق سراح أبنائها من سجون السلطة في رام الله.
ميدانياً، تصدى مقاومون فلسطينيون لعملية توغل محدودة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، شرق مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، في وقت أعادت فيه فتح المعابر التجارية مع القطاع بعد ساعات على إغلاقها عقب تفجير آلية عسكرية وسط القطاع أول من أمس. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لـ«حماس»، مسؤوليتها عن إطلاق ثلاث قذائف هاون في اتجاه قوات الاحتلال المتوغلة شرق المخيم.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت أنفاق التهريب المنتشرة على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر، في مدينة رفح، جنوب القطاع.
في هذا الوقت، عمدت إسرائيل إلى إطلاق التهديدات رداً على عملية مقتل جندي لها أول من أمس، إذ أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن «الرد الميداني الذي جاء على الأرض من الجيش، ليس هو رد إسرائيل على الحدث»، متوعداً أن «مثل هذا الرد لا بد سيأتي»، ومشترطاً إطلاق شاليط لفتح المعابر. كما حمّل وزير الدفاع، إيهود باراك، حماس مسؤولية كل ما يجري في غزة، وألغى سفره إلى الولايات المتحدة بهدف متابعة التطورات عن قرب. وأوضحت محافل أمنية أنه ليس في نية وزير الدفاع الخروج إلى حملة «رصاص مصهور 2»، فيما كان يرغب البعض في الرد.