علي حيدرتوالت التقارير الإسرائيلية التي تناولت أبعاد وتداعيات العملية الفلسطينية الأخيرة في محيط قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل ضابط صف إسرائيلي وجرح ثلاثة آخرين. وأكدت صحيفة «معاريف»، أمس، أنه «حتى منتصف الأسبوع الجاري، كان يبدو واضحاً من ربح ومن خسر في هذه الحرب، لكن مع انفجار العبوة الفلسطينية بالآلية الإسرائيلية والنتائج التي أدت إليها، وما أطلقه الفلسطينيون من صواريخ بعد توقف العملية العسكرية، تشوّش الأمر».
وفي هذا الإطار، تعددت التقارير الإعلامية عن المدى الذي ستذهب إليه إسرائيل في ردّها على العملية الفلسطينية؛ فقد أكدت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل ستواصل النشاط الهجومي المركّز ضد «حماس» والمنظمات الأخرى، رغم التقدير في المؤسسة الأمنية بأن «حماس» تميل إلى التوصل إلى تفاهمات مع مصر بشأن وقف نار بعيد المدى، وأن أحداث الأيام الأخيرة بالذات ليست سوى «خروق أخيرة ما قبل تحقق التهدئة».
ولفتت «هآرتس» إلى أنه في المشاورات التي أجريت أخيراً في المطبخ الأمني المصغر، الذي يضم رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني والقيادة الأمنية، طرحت آراء تفيد أن إسرائيل ملزمة مواصلة الهجوم كي تكرس توازن الردع، وأنّ من المطلوب القيام بعمليات أخرى كي تستوعب «حماس» الرسالة.
في المقابل، ذكرت صحيفة «معاريف» أن المطبخ الثلاثي لم يتخذ قرارات بشأن توسيع عملاني لنشاطات الجيش في غزة، على خلفية العملية الأخيرة في محيط قطاع غزة. وأضافت إنه ورد في تقدير الوضع، الذي أجرته المؤسسة الأمنية، أن مصر تمارس ضغوطاً على «حماس» من أجل إيقاف إطلاق صواريخ «القسام» وتنفيذ عمليات «إرهابية» انطلاقاً من غزة. وتابعت أن مصر تضغط على «حماس» من أجل دفع قضية تحرير جلعاد شاليط قدماً ووقف عمليات تهريب الأسلحة.
ووفقاً لتقديرات المؤسسة الأمنية، فإن «حماس» غير معنية في هذه المرحلة بتصعيد إضافي في قطاع غزة. وعلى الرغم من ذلك، يستعد جيش الاحتلال، بناءً على توجيهات المستوى السياسي، لتوسيع رده إذا تواصل إطلاق الصواريخ، واستمر تنفيذ العمليات ضده. ولفتت «معاريف» أنه «تقرر أن يرد الجيش على أي خرق لوقف النار لكن بشكل تناسبي، بهدف الحؤول دون إمكان الانجرار إلى تصعيد آخر في الجنوب». وأكد مسؤولون في المؤسسة الأمنية أن «حماس» «ستتلقى ضربة مؤلمة إذا لم تكبح الإرهاب»، وأن «بنك أهداف» الجيش جُدّد بعد العملية في غزة بمساعدة جهاز «الشاباك». كما عُرض خلال الاجتماع تقرير استخباري عن وضع «حماس» بعد العملية العسكرية الإسرائيلية، وعمليات خرق وقف النار الذي أعلن مع انتهاء العمليّة.